توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل البين بين

  مصر اليوم -

جيل البين بين

بقلم: د. محمود خليل

اختلفت درجة وعى أفراد جيل الثمانينات بتأثير التكنولوجيا على مسيرتهم فى الحياة، وإدراك ما للعامل التكنولوجى من أثر على إعادة تشكيل الحدود الفاصلة بين الأجيال، وإحداث نوع من التداخل بين الأجيال.

طبقاً للعامل التكنولوجى باتت الأجيال التى تسعى فوق الأرض -مع مطلع الألفية الجديدة- تصنف فى فئات أربع: يوصف الجيل الأول منها بالجيل الصامت، ويشمل مواليد الفترة ما بين عامى 1926 و1945، ما يعنى أنه عاصر الحرب العالمية الثانية. ويتسم بالانضباط والتمسك بالقيم، والتواصل المباشر مع الآخرين بعيداً عن الوسائط التكنولوجية، وهو بطبيعته جيل تربى على فكرة أن يكون مرئياً أكثر منه مسموعاً، لذا يوصف بالجيل الصامت.

الجيل الثانى هو الجيل «إكس»، وهو من مواليد الفترة من 1966 - 1980. وقد نشأ فى وقت كانت التكنولوجيا فيه تتطور بسرعة، لكنها لم تكن متوافرة وفى المتناول كما هو الحال اليوم، ويمتد أبناء هذا الجيل بين العالمين الرقمى وغير الرقمى، ومن صفات هذا الجيل سعة الحيلة، والمنطقية، والقدرة على حل المشكلات.

يأتى بعد ذلك الجيل «واى»، أو جيل الألفية، ومن الصعب تحديد النقطة التاريخية التى يبدأ أو ينتهى عندها، لكنه فى الأغلب يقبع بين مواليد الفترة من عام 1980 - 1995، وهو جيل فضولى، وكثير الأسئلة، ويتمتع بقدر من الثقة بالذات.

نأتى بعد ذلك للجيل «زد». وثمة تضارب فيما يتعلق بعام ميلاد أبناء هذا الجيل. فالبعض يحدده بـ1993، والبعض بـ1997، والبعض بـ2000، أما نقطة النهاية فيه فتتحدد فى رأى البعض بعام 2005، وفى رأى آخر بعام 2010. هذا الجيل هو جيل الشباب الذى نبت بعد أن أصبحت التكنولوجيا السيد الأول للحياة المعاصرة، ويرى علماء الاجتماع أن من سمات هذا الجيل الطموح، والمواطنة الرقمية، والثقة بالنفس.

إذا تأملت هذه التصنيفة للأجيال -تبعاً للعامل التكنولوجى- فستجد أن جيل الثمانينات -الجيل «إكس»- يعيش بين بين، البين الأول هو «العالم غير الرقمى»، والبين الثانى «العالم الرقمى». إنه آخر جيل قارئ للمطبوع (كتاب - جريدة)، وأول جيل أدرك وجود التكنولوجيا، أواخر شبابه، لكنها لم تكن متوافرة فى يده، وحين توافرت كان العمر قد جرى به، وباتت التكنولوجيا لعبة فى يد أبنائه (الجيل زد)، وأصبحوا مصدره الأساسى فى فهم عالمها وإدارته.

إنه جيل مشدود للقديم الذى عاش فيه طفولته وشبابه، وعندما وصل إلى مرحلة الرجولة ثم الكهولة، وجد أن أدوات العالم من حوله تتغير، وأن الأدوات القديمة التى يجيد التعامل معها لم تعد ذات قيمة فى الحاضر، أدرك أهمية التكنولوجيا واجتهد فى استيعابها، لكنه لم يستطع أن يلاحق تطوراتها المتسارعة، فوقعت فى حجر الأجيال التالية له بدرجة أعلى من السلاسة، وهى الأجيال التى يعتبرها جيل الثمانينات أكثر قدرة على التواؤم مع التحولات التكنولوجية، وأكثر احترافية فى استخدام أدواتها، لكنها فى نظره أيضاً أجيال لا تملك كفاءته فى إنتاج المحتوى، بفضل التكوين ومحطات الرحلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل البين بين جيل البين بين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon