توقيت القاهرة المحلي 04:56:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رجل مهم»

  مصر اليوم -

«رجل مهم»

بقلم: د. محمود خليل

حدثتك عن عصر الأشباه الذى تربى فى ظلاله مواليد الستينات، والقالب الغالب الذين كان يشدهم جميعاً، فجعلهم يتقاربون فى المأكل والملبس والتعليم وظروف المعيشة عموماً، وظروف المستقبل المتوقع لهم خصوصاً.

الدنيا كانت تتغير منذ منتصف السبعينات لتضرب فكرة القالب التى نشأ وتربى فيها جيل الثمانينات، وظلت عجلة التغيير تسير حتى وصلنا إلى التسعينات. أزياء المدارس باتت متنوعة، كل مدرسة بزى مستقل اللون والتفصيلة، الفروق الطبقية بين الزى الرسمى لطلاب المدارس الحكومية والخاصة والأجنبية بدأت فى الظهور، فى الشارع بدأ يظهر الحجاب والنقاب كزى استقلت به بعض السيدات، عن المواطنات العاديات اللائى لا يعرفن فكرة التنظيمات. بين البسطاء من المصريين وطبقة الأثرياء الجدد بدأت تظهر فروق على كل المستويات: الملبس، والمأكل، والمسكن، والعلاج، وحتى المصيف.

فى الستينات وأوائل السبعينات لم يكن المظهر يهم. كانت نظافته ونظافة أخلاق صاحبه هى الأهم، لكن الدنيا بدأت تختلف فأصبح المنظر قيمة ورسالة إلى كل من يهمه الأمر بأنه يقف أمام «رجل مهم»، وتتعاظم الأهمية كلما عّبر المظهر عن براندات مستوردة من الخارج، وينفرج بالعظمة إذا كان مصحوباً بسيارة أحدث موديل، بعد أن خرجنا من زمن السيارات النصر والآر والفيات 124 و128 و131 و132.

الاهتمام بالمظهر لا ينفجر إلا فى وجود الأدوات وتعدد الخيارات التى يتنافس عليها البشر، وينقسم الناس إزاءها إلى عاجز، وقادر ومقتدر، وسبحان العلى القدير. وقد بدا هذا الأمر وئيداً أواخر السبعينات وطيلة الثمانينات، ثم انفجر فى التسعينات بعد دخول الدش والموبايل فى بيوت وأيدى المقتدرين، ثم القادرين، ثم تسلل إلى العاجزين، وعبر الشاشتين بدأ الكثيرون، ومن بينهم جيل الثمانينات، اكتشاف العالم من جديد، وأدركوا المفتاح الذى يميز الواقع والعصر الذى يعيشون فيه، والمتمثل فى «سباق المظاهر».

تاه جيل الثمانينات فى صخب السباق، ركب من ركب منهم قطار المظاهر فتزين بأرفع أدوات العصر، واندفع إليها اندفاعاً، واعتبر الموبايل أحدث ماركة، والبراندات، والسيارة الزيرو، أدوات للانضمام إلى ركب الأعمال، وفى الوقت نفسه تعبير عن النجاح، أما الكثرة الغالبة من أبناء الجيل فكان مصيرها كمصير من سبقها من أجيال، حاولت الدخول فى السباق، لكنها لم تملك الأدوات، فرضيت بالعيشة المتوسطة أو المتدنية (كل واحد وظروفه).

بحث أفراد من جيل الثمانينات عن بديل لقطار رجال الأعمال، فركبوا قطار العمل فى الخليج للحصول على دخل يمكنهم من حل اللغز الذى حيرهم (لغز الشقة والسيارة)، وعاد هؤلاء من الخارج، أو مكثوا هناك، ودخلوا سباق الاستهلاك، كل حسب ظروفه وقدراته.

وجد آخرون الحل فى الفساد، وكانت بوابته قد فتحت بشكل ملحوظ لكل ذى عينين خلال فترة التسعينات، فانطلق من تأثر بالفكر الانتهازى فى استغلال الفرص التى أتيحت على هذا المستوى، وكانت السلطة حينذاك لا تمانع فى أن يتحول أحد إلى لعبة الفساد، أو استغلال النفوذ، أو تهميش عمله الأساسى لحساب عمل مربح آخر يمارسه، بشرط ألا يطلب من المسئولين عن حياته حلاً لمشكلاته المعيشية، وأن يؤدى كفاسد محترف، يعرف كيف يدارى أموره، ويفهم كيف يديرها إذا انكشف أمره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رجل مهم» «رجل مهم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon