توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاء الدين

  مصر اليوم -

علاء الدين

بقلم: د. محمود خليل

الصبر على المقدور جزء من تركيبة الشخصية المصرية، وفى المجمل العام يظل الصبر على ضغوط الحياة جزءاً من المركب الإنسانى للبشر جميعهم، يمكنهم من مواصلة الحياة.

الصبر على ما يرتبط بالسعى على الرزق من معاناة مسألة لازمة لأى إنسان، مصرياً كان أو غير مصرى، لكن ثمة نوعاً آخر من الصبر وجد المصرى نفسه فى حاجة إليه عبر فترات مختلفة من تاريخه هو الصبر على الإهدار.

وللإهدار أشكال مختلفة، منها مثلاً خلط لقمة العيش بنوع من الإهانة، وهذه المسألة قديمة لدينا، وبإمكانك أن تجد شرحاً لها فى ما قدمه «دى شابرول» فى كتاب «وصف مصر»، الذى أبدعه علماء الحملة الفرنسية، وهو يصف أحوال الفلاح المصرى الذى يعمل تحت حرارة الشمس الملتهبة بصبر ودأب، ثم يأتى الملتزم ويجنى القسم الأكبر من ثمرة تعبه بالقهر والضغط والمطاردة.

من بين أشكال الإهدار أيضاً الإحساس بأن العائد لا يتناسب مع الجهد، فيجد الإنسان نفسه يبذل جهداً كبيراً فى عمل أو مهمة معينة، ثم تأتى النتائج غير متّسقة مع منسوب الجهد، ويترسّخ إحساس الفرد بالإهدار فى هذه الحالة عندما يجد غيره يبذل مجهوداً أقل، أو لا يبذل مجهوداً على الإطلاق وتواتيه النتائج رغم ذلك.

وبسبب التاريخ الطويل من الإهدار الذى عاشه المصريون على مدار قرون، تولد لديهم إحساس زائف بأن السعى لا يُجدى، وأن قيراط حظ خير من فدان شطارة، وأن للإنسان أن يصمت حتى تأتيه لحظة سعد يجد فيها مصباح علاء الدين، فيفركه ليظهر له الخادم ويغرد له بالقول: «شبيك لبيك.. عبدك بين إيديك» ويحقق له الآمال والأمانى.

فى فترة من الفترات ظهر لدى قطاع من المصريين غرام خاص بالانخراط فى المسابقات الإعلانية التى كانت تروج بها الشركات لمنتجاتها، بدءاً من ألبوم الصور الذى يفوز من يجمعه بثلاجة أو غسالة، وانتهاءً بإعلانات «الريان» التى تختبر المعلومات القرآنية ليفوز من تثبت جدارته بألف جنيه أو ألفين من الجنيهات يومياً.

أحدث هذا النوع من الإعلانات جواً كبيراً خلال سنوات متصلة، لكنها بدأت تتراجع لحساب أساليب أخرى تتواءم مع الوسائل الجديدة التى أوجدتها شبكة الإنترنت وقدّمت من خلالها صوراً جديدة أو تجليات معاصرة لمصباح علاء الدين الذى يحقق الحلم فى خبطة حظ.

كثيرون ما زال يقبع فى مخيلتهم «مصباح علاء الدين»، بما فى ذلك بعض الشباب الذين يستقبلون الحياة بعقيدة الانتظار حتى يصل عقلهم إلى «فكرة مطرقعة» يستطيعون من خلالها جمع الملايين، ولا يفرق هؤلاء بين «التنبلة» كوسيلة لا تُجدى للوصول إلى فكرة، والسعى والدأب والمراكمة كطريق موضوعى وحيد لتوليد الأفكار. التنبلة إذا نفعت تولد أفكاراً مصدرها حظائر البط، وهى فى مرحلة تالية تغرى المزيد من التنابلة إلى البحث عن أفكار شبيهة، حتى لو تمثلت فى «التنبلة على سرير أمام إحدى المدارس»!.

الشباب مطالب بتغيير أسلوب تفكيره، وعلى الكبار أن يهيئوا له الظروف التى توفر مساحة أكبر من الفرص، ودرجة أكبر من تكافؤ الفرص، ومنسوباً أكبر من العدل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاء الدين علاء الدين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon