توقيت القاهرة المحلي 09:11:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إن هذا لشىء يراد»

  مصر اليوم -

«إن هذا لشىء يراد»

بقلم: د. محمود خليل

بائع كبدة كان يكسب قوت يومه بالكاد تحول فجأة إلى رجل يلعب بالفلوس لعب ويرتع فى أرحام السيدات بعد أن قرر السير فى طريق الدجل والدجالين.

هل الدجل مربح إلى هذا الحد؟.. التجارب تقول إنه كذلك، وإذ تقول ما تقول فإنها تؤكد أن حجم الطلب على الدجل داخل مجتمعنا المصرى يفوق الطلب على ما عداه، وليس ما نعيشه على هذا المستوى وليد اللحظة، بل يمتد بجذوره إلى ماضينا البعيد.

كان من المتوقع أن يؤدى تمدد التعليم والعلم بدءاً من عصر محمد على إلى أن يفرد العقل جناحه على أساليب تفكير المصريين فيحد من سيطرة الدجالين عليهم، لكن ذلك لم يحصل، بل على العكس تماماً وجد من بين أرفع الأفراد تعليماً من يخضع فى أحوال لسلطة دجال أو عراف أو ساحر أو مهرج، وتساوى بعض المتعلمين مع الأقل تعليماً فى الهرولة إلى سوق الإسفاف العقلى.

بمنتهى السهولة تمكن «دجال فيصل» الذى أُلقى القبض عليه مؤخراً من غزو عدد من السيدات وإقناعهن بأن هناك جنياً يعتدى عليهن وأنهن محاسبات على ذلك، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذه المعصية هو أن يسلمن له أنفسهن، ليعارك الجن الساكن فى الأرحام.. هكذا روت إحدى ضحايا الدجال كما نشر موقع «الوطن».

الدجال كان أيضاً -كما سجلت الضحية- يرتاد بيوت بعض الأغنياء ليقدم لهم خدماته، وكان يحصل منهم على مقابل سخى، نقله نقلة حضارية من بائع كبدة إلى شخص أدرج اسمه فى قوائم المؤثرين.

ليس ذلك وفقط، بل قالت الضحية كذلك إن الدجال كان يأخذ «فلوس» من ضحايا آخرين ليساعدهم فى البحث عن الآثار.. وما أدراك ما الآثار.. وما أكثر ما يحضر الدجالون فى العديد من قضايا السطو على الآثار. ففى ألعاب المال تتفوق قيم الوهم والدجل على ما عداها، وتصبح قاسماً مشتركاً بين الباحثين عنه بالطرق السهلة المريحة.

مؤكد أن هذه الضحية ومن وقع وقعتها لديهن قسط من التعليم، قل أو كثر، لكنه لم ينقذ أيهن من الاقتناع بالكلام الساذج الذى صبه الدجال فى آذانهن، ولم يجد معهن نفعاً، وكأن مؤسساته «أريد لها» أن تتحول إلى مؤسسات لصناعة الجهل.

ضع ما شئت من خطوط تحت عبارة «أريد لها»، فهى لا تنطبق فقط على مؤسسة التعليم، بل على غيره من مؤسسات التوعية التى أريد لها أن تقوم بعكس أدوارها، فالإعلام الذى يفترض فيه التوعية أحياناً ما ينزلق إلى نشر الدجل والترويج لأفكاره وطرقه فى التعاطى مع الحياة، من أجل الترافيك.

والجمهور أصبح طلبه على الدجل يفوق ما عداه، فماذا ننتظر من جمهور يساهم فى صناعة وعيه جهات لا تؤمن أن ما يوجد داخل رأس البنى آدم عقل.. بل أشياء أخرى؟.. إنها تريد له أن يظل على ما هو عليه، لأن ذلك أكسب لها وأربح.

«إن هذا لشىء يراد».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إن هذا لشىء يراد» «إن هذا لشىء يراد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon