توقيت القاهرة المحلي 15:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

بقلم :د. محمود خليل

شخصية الرئيس السادات -رحمه الله- من الشخصيات المركبة.

فى البدء هو فلاح مصرى علمته الزراعة الصبر وطول البال، وعدم استعجال الأشياء، فلابد من انتظار الثمرة حتى تنضج ولحظتها سوف تسقط فى حجره بملء إرادتها.

منذ أن انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، وهو يعلم جيداً أن علاقة الكفاح التى تربط ما بين مجموعة أفراد، تختلف فى طبيعتها وسماتها عن علاقتهم إذا شاءت الظروف وتحقق حلمهم فى الوصول إلى السلطة، فالتعاون والأثرة والتضحية خلال مرحلة الكفاح تتحول إلى صراع على السيطرة والاستئثار بالقرار عند الوصول إلى منصة السلطة.

بالوعى التاريخى للفلاح المصرى أدرك «السادات» أن عبدالناصر هو العنصر الأقوى فانحاز إليه، لكنه لم يخُض معه معركته بل تركه ولعب معه على الهامش.

خلال هذه المرحلة ظهرت سمة جديدة من سمات شخصية السادات، هى سمة الشغف بالحياة والرغبة فى العبّ منها، فلعب فى المساحات التى لا يلتفت إليها غيره واستطاع أن يستثمرها فى تحقيق المكاسب وتعميق علاقته بالعديد من الأطراف الداخلية والخارجية.

وعندما وقعت النكسة وزُلزل المصريون زلزالاً شديداً، كان «السادات» مثل غيره من الحريصين على إلصاق المسئولية بالمشير عبدالحكيم عامر، وليس بعبدالناصر، رغم أن الأخير هو الذى دعمه وصعده حتى ولاه أمر القوات المسلحة، ليواجه الصهاينة بعد ذلك بهذا القدر من الهزال.

خلال هذه المرحلة كان بيت «السادات» الذى يرفل فى المخملية هو الملاذ بالنسبة لجمال عبدالناصر، وكانت شخصية السادات بما تتمتع به من خفة ظل وقدرة على التسلية، وإسماع من ترهب الكلام الذى يريد الاستماع إليه، قادرة على احتواء عبدالناصر، وكان نتيجة هذا القرب تولِّى السادات موقع نائب رئيس الجمهورية بمزاملة حسين الشافعى.

وبعد صبر لم يطل هذه المرة، مات الرئيس عبدالناصر، وبدأ الورثة معركة حصد المغانم. كان فريق على صبرى وسامى شرف ومن معهما يرى أن الشعب لا يحب «السادات» وأن الخير للنظام الدفع باسم بديل له للاستفتاء على تولِّى رئاسة الجمهورية، لكن «السادات» أصر -بلؤم الفلاحين- على الدفع باسمه حتى لو رفضه الناس، واقترح عليهم إذا حدث ذلك أن يقدموا اسماً جديداً وهكذا حتى يستقر الناس على رئيس.

كان «السادات» يعلم أن حديث الفريق المناوئ فارغ ولا قيمة له، ويفهم أن المسألة لا تعدو المناورة، ويستوعب أن قطاعات لا بأس بها من الناس وأطرافاً أخرى فى الداخل والخارج سوف تمنحه أصواتها وتدعمه ليس حباً فيه، بل رفضاً لجمال عبدالناصر، فهناك الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان، والمنحازون للأحزاب القديمة التى حلها عبدالناصر، وأنصار العهد الملكى، وغيرهم.

وبعد تولِّى السلطة استخدم «السادات» مخزون «الشقا والشقاوة» الذى ادخره خلال الأيام التى دهسته فيها الحياة فتقلب على ظروف مختلفة، أكسبته خبرة التعامل مع أشكال مختلفة من البشر فى إدارة صراعه مع خطباء الاتحاد الاشتراكى وبقايا المسئولين الذين عزلتهم المكاتب عن حركة الشارع، فنجح فى الانقضاض عليهم بسهولة فى 15 مايو 1971، لتقع ثمرة الحكم كاملة فى حِجره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد أنور السادات محمد أنور السادات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon