توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

  مصر اليوم -

محمد أنور السادات

بقلم :د. محمود خليل

شخصية الرئيس السادات -رحمه الله- من الشخصيات المركبة.

فى البدء هو فلاح مصرى علمته الزراعة الصبر وطول البال، وعدم استعجال الأشياء، فلابد من انتظار الثمرة حتى تنضج ولحظتها سوف تسقط فى حجره بملء إرادتها.

منذ أن انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، وهو يعلم جيداً أن علاقة الكفاح التى تربط ما بين مجموعة أفراد، تختلف فى طبيعتها وسماتها عن علاقتهم إذا شاءت الظروف وتحقق حلمهم فى الوصول إلى السلطة، فالتعاون والأثرة والتضحية خلال مرحلة الكفاح تتحول إلى صراع على السيطرة والاستئثار بالقرار عند الوصول إلى منصة السلطة.

بالوعى التاريخى للفلاح المصرى أدرك «السادات» أن عبدالناصر هو العنصر الأقوى فانحاز إليه، لكنه لم يخُض معه معركته بل تركه ولعب معه على الهامش.

خلال هذه المرحلة ظهرت سمة جديدة من سمات شخصية السادات، هى سمة الشغف بالحياة والرغبة فى العبّ منها، فلعب فى المساحات التى لا يلتفت إليها غيره واستطاع أن يستثمرها فى تحقيق المكاسب وتعميق علاقته بالعديد من الأطراف الداخلية والخارجية.

وعندما وقعت النكسة وزُلزل المصريون زلزالاً شديداً، كان «السادات» مثل غيره من الحريصين على إلصاق المسئولية بالمشير عبدالحكيم عامر، وليس بعبدالناصر، رغم أن الأخير هو الذى دعمه وصعده حتى ولاه أمر القوات المسلحة، ليواجه الصهاينة بعد ذلك بهذا القدر من الهزال.

خلال هذه المرحلة كان بيت «السادات» الذى يرفل فى المخملية هو الملاذ بالنسبة لجمال عبدالناصر، وكانت شخصية السادات بما تتمتع به من خفة ظل وقدرة على التسلية، وإسماع من ترهب الكلام الذى يريد الاستماع إليه، قادرة على احتواء عبدالناصر، وكان نتيجة هذا القرب تولِّى السادات موقع نائب رئيس الجمهورية بمزاملة حسين الشافعى.

وبعد صبر لم يطل هذه المرة، مات الرئيس عبدالناصر، وبدأ الورثة معركة حصد المغانم. كان فريق على صبرى وسامى شرف ومن معهما يرى أن الشعب لا يحب «السادات» وأن الخير للنظام الدفع باسم بديل له للاستفتاء على تولِّى رئاسة الجمهورية، لكن «السادات» أصر -بلؤم الفلاحين- على الدفع باسمه حتى لو رفضه الناس، واقترح عليهم إذا حدث ذلك أن يقدموا اسماً جديداً وهكذا حتى يستقر الناس على رئيس.

كان «السادات» يعلم أن حديث الفريق المناوئ فارغ ولا قيمة له، ويفهم أن المسألة لا تعدو المناورة، ويستوعب أن قطاعات لا بأس بها من الناس وأطرافاً أخرى فى الداخل والخارج سوف تمنحه أصواتها وتدعمه ليس حباً فيه، بل رفضاً لجمال عبدالناصر، فهناك الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان، والمنحازون للأحزاب القديمة التى حلها عبدالناصر، وأنصار العهد الملكى، وغيرهم.

وبعد تولِّى السلطة استخدم «السادات» مخزون «الشقا والشقاوة» الذى ادخره خلال الأيام التى دهسته فيها الحياة فتقلب على ظروف مختلفة، أكسبته خبرة التعامل مع أشكال مختلفة من البشر فى إدارة صراعه مع خطباء الاتحاد الاشتراكى وبقايا المسئولين الذين عزلتهم المكاتب عن حركة الشارع، فنجح فى الانقضاض عليهم بسهولة فى 15 مايو 1971، لتقع ثمرة الحكم كاملة فى حِجره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد أنور السادات محمد أنور السادات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon