توقيت القاهرة المحلي 13:58:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطان و«ابن السلعوس»

  مصر اليوم -

السلطان و«ابن السلعوس»

بقلم: د. محمود خليل

الأشرف خليل واحد من أشهر سلاطين الدولة القلاوونية (المملوكية)، وقد تولى السلطة بتفويض من أبيه السلطان المنصور قلاوون، وشهد عصره العديد من الاضطرابات الناتجة عن الصراع على السلطة بينه وبين مجموعة الأمراء المماليك المنتشرين فى بلاط الحكم.

ارتبط الأشرف خليل بعلاقة وطيدة بأحد تجار الشام هو الصاحب شمس الدين بن السلعوس، وكان يتاجر فى القماش فى دمشق، ارتبط معه «الأشرف» بعلاقة تجارية ربح منها الكثير، لذا فقد تعلَّق به وآثره على كثير ممن حوله من الأمراء المماليك، مما أثار غضبهم وحنقهم.

الواضح أن «ابن السلعوس» كان يُغدق نفحاته السخية على الأشرف خليل، ليس من باب توزيع الربح بين شريكين تجاريين، بل كان يدفع من جيبه الخاص فى سبيل تحقيق أهداف أبعد، وسرعان ما بان الغرض من وراء ذلك، حين ترجَّى «ابن السلعوس» الأشرف خليل بأن يكلم والده ليعينه محتسباً على دمشق، وكان له ما أراد، لكن أحواله اضطربت بعض الشىء حين وشى أحدهم لدى المنصور بأن «ابن السلعوس» يحصد المال من أوجه كثيرة اعتماداً على علاقته بولده «الأشرف».

اختلفت الأمور وتبدلت الأحوال بعد أن اعتلى الأشرف خليل تخت السلطنة، فأرسل إلى «ابن السلعوس» يدعوه للحضور إلى مصر ليتسلم الوزارة ويشارك معه فى إدارة البلاد، فبات رجل المال وزيراً يجمع فى قبضته بين نفوذ صانع القرار وسطوة صاحب المال، وبات موكبه فى مصر يشابه موكب السلطان نفسه، كما يحكى «فلسطين تيسير» فى دراسته عن السلطان الأشرف خليل.

كان من الطبيعى أن يثير التمدد السياسى والاقتصادى الذى حظى به «ابن السلعوس» حفيظة الأمراء، لكن الرجل لم يكن يأبه بذلك بفضل موقعه الأثير عند السلطان، دس الأمراء له كثيراً عند «الأشرف»، لكن الأخير لم يأبه بالوشايات، على العكس استمع أكثر للاتهامات التى بدأ «ابن السلعوس» يكيلها للأمراء وصدقها واعتقد فيها وعاقبهم على أساسها، فامتلأت قلوبهم بالغيظ والغضب على كل من السلطان وابن السلعوس.

بدأ الأمراء يخططون للتخلص من السلطان الأشرف خليل ووزيره الذى ركب معه السلطة والمال، ووضعوا خطة لتنفيذ ذلك قاد عملية تفعيلها على الأرض نائب السلطان الأمير «بيدر» خلال إحدى رحلات صيد الطيور التى كان الأشرف خليل شغوفاً بها هو ووزيره الأثير «ابن السلعوس».

وتم المراد حين خرج السلطان للصيد كعادته فى موضع قريب من مدينة الإسكندرية، فضربه الأمير «بيدر» بسيفه ضربة خفيفة مترددة لم تقض عليه، فصرخ فيه أحد الأمراء الموجوعين من السلطان قائلاً: ليس لمن يريد مثل ما تريد أن يضرب بهذه الخفة، وسحب سيفه وضرب به السلطان ضربة قاتلة. وفى ملمح من ملامح البراعة المملوكية فى التآمر، اتجه الأمراء القتلة إلى اتهام «ابن السلعوس» بالمشاركة فى اغتيال السلطان، وقرروا معاقبته على ذلك، فاستولوا على كل خزائنه من المال، ووضعوا أيديهم على كل ممتلكاته، ثم بادر أحدهم إلى قتله، لتنتهى واحدة من أشهر الزيجات بين المال والسياسة فى العصر المملوكى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطان و«ابن السلعوس» السلطان و«ابن السلعوس»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon