توقيت القاهرة المحلي 23:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس «الأداء المتحور»

  مصر اليوم -

فيروس «الأداء المتحور»

بقلم :د. محمود خليل

عاد شبح وباء كورونا إلى الظهور فى أوروبا من جديد، وذلك رغم اجتهاد العديد من دول القارة فى تطعيم مواطنيها بنسب تجاوزت الـ70% فى أغلبها، وبثلاث جرعات فى بعض الأحوال.

واضح أن التطعيم لم يوفر حلاً أو أداة جيدة لمحاصرة «كورونا» فى دول المنشأ (منشأ اللقاحات)، وها هم المسئولون ببعضها يصفون الوضع الوبائى لديهم بالكارثى، مثلما هى الحال فى ألمانيا.

المسألة تبدو مفسرة فى سياق التحور الذى يصيب الفيروس من فترة زمنية إلى أخرى، التحورات الجديدة تؤثر على قدرة الفاكسين على حماية الجسم من الفيروس، مما يجعل الفرد عرضة للإصابة والمعاناة.

قدرة الفيروس على التحور فى عشرات السلالات مسألة تثير القلق والحيرة حول طبيعته والفترة الزمنية المتوقعة للقضاء عليه أو تحييده. الإنفلونزا الإسبانية على سبيل المثال تواصلت عبر عامين (1918- 1919)، أما فيروس كورونا فعمره أطول، إذ تشير المعلومات إلى أنه ظهر أواخر عام 2019، وها هو يصاحب البشرية ونحن على أعتاب عام 2022، والعالم لم يزل عاجزاً عن ملاحقة موجاته المتتابعة وتحوراته التى لا تنتهى.

فالعالم وهو يسعى إلى محاصرة كورونا يبدو وكأنه يصوب سلاحه على هدف متحرك مراوغ لا يثبت على حال. وكما تعلم فمن الصعوبة بمكان أن تصيب هدفاً متحركاً.

إحدى شركات الأدوية العالمية أعلنت مؤخراً عن إنتاج علاج يؤدى إلى تخفيف أعراض كورونا بنسبة وصلت فى التجارب إلى 90%، وذكرت أن الدواء قادر على تقليل معدلات الوفاة بالفيروس بصورة محسوسة، ووعدت الشركة بأن تسمح لشركات أخرى فى دول العالم المختلفة بتصنيع الدواء لمواجهة الفيروس.

والسؤال: أيهما أجدى اللقاح أم عقار العلاج؟ مؤكد أن أهل الطب هم الأقدر على الإجابة عن هذا السؤال، وأظن أن من الواجب عليهم المبادرة إلى حسم هذا الأمر، حتى لا يتركوا الناس ألعوبة فى يد شركات الأدوية.

فشركات إنتاج اللقاح باعت كميات هائلة منه، هكذا تتحدث الأرقام الخاصة بمعدلات التطعيم فى دول العالم المختلفة، وربحت أرباحاً هائلة، لكن البشر ما زالوا يعانون، وأرقام الإصابات والوفيات ما زالت تسير بالمعدل نفسه الذى شاهدناه خلال الموجات السابقة للفيروس.

وها هو العالم يدخل موجة توفير دواء أو عقار لعلاج الفيروس، وليس هناك خلاف على أن توفير هذا الدواء مع شيوع حالات الإصابة بالمعدلات الحالية سيوفر أرباحاً ضخمة جديدة لشركات الأدوية.

نحن إذن لسنا بصدد فيروس يتحور وفقط بل أيضاً بصدد أداء عالمى متحور فيما يتعلق بإيجاد سبل مواجهة هذا الخطر.

فقد تحور الأداء من الوقاية التى ارتبطت بها مبيعات ضخمة من الكمامات والكحول والمطهرات وغير ذلك، إلى اللجوء إلى اللقاحات التى بيعت منها مئات الملايين من الجرعات، وأخيراً تصاعد الحديث عن الأدوية والعقارات القادرة على مواجهة الفيروس.

المواطن العادى فى دول العالم المختلفة بات يطارد نوعين من التحور: تحور الفيروس وتحور الأداء، وأظن أن الأوان قد آن لتثبيت الهدف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس «الأداء المتحور» فيروس «الأداء المتحور»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon