توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيروس «الأداء المتحور»

  مصر اليوم -

فيروس «الأداء المتحور»

بقلم :د. محمود خليل

عاد شبح وباء كورونا إلى الظهور فى أوروبا من جديد، وذلك رغم اجتهاد العديد من دول القارة فى تطعيم مواطنيها بنسب تجاوزت الـ70% فى أغلبها، وبثلاث جرعات فى بعض الأحوال.

واضح أن التطعيم لم يوفر حلاً أو أداة جيدة لمحاصرة «كورونا» فى دول المنشأ (منشأ اللقاحات)، وها هم المسئولون ببعضها يصفون الوضع الوبائى لديهم بالكارثى، مثلما هى الحال فى ألمانيا.

المسألة تبدو مفسرة فى سياق التحور الذى يصيب الفيروس من فترة زمنية إلى أخرى، التحورات الجديدة تؤثر على قدرة الفاكسين على حماية الجسم من الفيروس، مما يجعل الفرد عرضة للإصابة والمعاناة.

قدرة الفيروس على التحور فى عشرات السلالات مسألة تثير القلق والحيرة حول طبيعته والفترة الزمنية المتوقعة للقضاء عليه أو تحييده. الإنفلونزا الإسبانية على سبيل المثال تواصلت عبر عامين (1918- 1919)، أما فيروس كورونا فعمره أطول، إذ تشير المعلومات إلى أنه ظهر أواخر عام 2019، وها هو يصاحب البشرية ونحن على أعتاب عام 2022، والعالم لم يزل عاجزاً عن ملاحقة موجاته المتتابعة وتحوراته التى لا تنتهى.

فالعالم وهو يسعى إلى محاصرة كورونا يبدو وكأنه يصوب سلاحه على هدف متحرك مراوغ لا يثبت على حال. وكما تعلم فمن الصعوبة بمكان أن تصيب هدفاً متحركاً.

إحدى شركات الأدوية العالمية أعلنت مؤخراً عن إنتاج علاج يؤدى إلى تخفيف أعراض كورونا بنسبة وصلت فى التجارب إلى 90%، وذكرت أن الدواء قادر على تقليل معدلات الوفاة بالفيروس بصورة محسوسة، ووعدت الشركة بأن تسمح لشركات أخرى فى دول العالم المختلفة بتصنيع الدواء لمواجهة الفيروس.

والسؤال: أيهما أجدى اللقاح أم عقار العلاج؟ مؤكد أن أهل الطب هم الأقدر على الإجابة عن هذا السؤال، وأظن أن من الواجب عليهم المبادرة إلى حسم هذا الأمر، حتى لا يتركوا الناس ألعوبة فى يد شركات الأدوية.

فشركات إنتاج اللقاح باعت كميات هائلة منه، هكذا تتحدث الأرقام الخاصة بمعدلات التطعيم فى دول العالم المختلفة، وربحت أرباحاً هائلة، لكن البشر ما زالوا يعانون، وأرقام الإصابات والوفيات ما زالت تسير بالمعدل نفسه الذى شاهدناه خلال الموجات السابقة للفيروس.

وها هو العالم يدخل موجة توفير دواء أو عقار لعلاج الفيروس، وليس هناك خلاف على أن توفير هذا الدواء مع شيوع حالات الإصابة بالمعدلات الحالية سيوفر أرباحاً ضخمة جديدة لشركات الأدوية.

نحن إذن لسنا بصدد فيروس يتحور وفقط بل أيضاً بصدد أداء عالمى متحور فيما يتعلق بإيجاد سبل مواجهة هذا الخطر.

فقد تحور الأداء من الوقاية التى ارتبطت بها مبيعات ضخمة من الكمامات والكحول والمطهرات وغير ذلك، إلى اللجوء إلى اللقاحات التى بيعت منها مئات الملايين من الجرعات، وأخيراً تصاعد الحديث عن الأدوية والعقارات القادرة على مواجهة الفيروس.

المواطن العادى فى دول العالم المختلفة بات يطارد نوعين من التحور: تحور الفيروس وتحور الأداء، وأظن أن الأوان قد آن لتثبيت الهدف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس «الأداء المتحور» فيروس «الأداء المتحور»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon