توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(17).. امرأة من زوايا التاريخ

  مصر اليوم -

17 امرأة من زوايا التاريخ

بقلم: د. محمود خليل

لم يعد «خالد» متعاطفاً مع المشاهد التى تقدمها له «نادية»، وهى تحتال بالدين على مجموعة من المحتالات مثلها. كل همهن نفاق السماء، وإبداء التدين باللسان لإبهار أهل الأرض، أما السلوك فبعيد عن الدين بُعد السماء عن الأرض، بعد أن تحول إلى أداة من أدوات المناورة فى الدنيا، وليس وسيلة لتنظيفها، اعتبرها و«صويحبات ابن سلول» مثل من تجمعوا على العالِم الذى سقط ذات يوم من فوق حماره فى شارع المدينة، فتدحرجت عمته بعيداً عنه. فتجمع المارون وأخذوا يجرون وراء العمامة صائحين ارفعوا تاج الإسلام ارفعوا تاج الإسلام!. بينما كان العالِم المسكين طريح الأرض يناديهم: «أنهضوا أولاً شيخ الإسلام». فالشكل الدينى يفوق المضمون، والطقس يتفوق على القيمة. والآن لم يعد الاجتماع على العمة أو الشيخ، بل على الحمار.

لم يعد الرجل الذى يخطو نحو الستين شغوفاً أيضاً بمشاهد ولده الأكبر «أسامة» الذى كان يذكّره بنفسه مبدأ زواجه، يعانى من أبسط التقلبات الاقتصادية، ويشعر بالعجز أمامها حتى يناوله أبوه حلاً، يغنيه عن إتعاب رأسه فى البحث عن حل، وهو فى كل الأحوال لا يزور أباه إلا فى حاجة، فإذا لم يكن انقطع عنه. وجد متعته فى المشاهد التى نسجتها تجربة الحب الذى ربط بين ولده الأصغر «عبدالعظيم» والفاتنة نجلاء الأحمدى. حب عبدالعظيم ونجلاء ذكّره بسحابة بيضاء رائعة النصاعة فى سماء داكنة بالسواد، نفحة صدق فى زمن كاذب، كان يدرك أن عبدالعظيم مخلص فى حبه، لكنه لم يكن مطمئناً، فى وجود أحلام الأحمدى، إلى براءة حب نجلاء له، فأحلام تعتبر كل من حولها أدوات من الواجب توظيفها فى تحقيق طموحها الذى لا يحدّه حد، وليس له سقف، بما فى ذلك الجميلة «نجلاء»، التى عوضت زحف الزمن على جمالها الذابل.

لم تكن «أحلام» بعيدة عن القصة، بل علمت كل تفاصيلها من «نجلاء» الراقدة فى حضنها، وتُسر إليها بكل صغيرة وكبيرة فى العلاقة. ضحكت أحلام عندما سمعتها لأول مرة، لكنها تركت الأمور تجرى، ثقة منها بأنها قادرة على حسمها فى الوقت الذى تحبه، كما اعتبرت «عبدالعظيم» أداة ضمن أدواتها، يصح أن تستخدمه فى الوقت المناسب، وفى اللحظة التى تريد، لأنها تملك فى بيتها من يريد. المرة الوحيدة التى تدخّلت بشكل حاسم فيها كانت بعد حصول «عبدالعظيم» على الماجستير، فقد حدّث «نجلاء» فى الأوان الذى آن ليتقدم لها، ويتزوجها، أسرّت نجلاء إلى أمها بما قال، فردت عليها بشكل حاسم:

- أحلام: مش وقته خالص.

- نجلاء: ليه يا مامى.. عبدالعظيم أخد الماجستير.. وكل اللى حواليّا بيقولوا لى إنى فى سن جواز.

- أحلام: عبدالعظيم بيحبك.. علشان كده لازم يستنى.

- نجلاء: فهمينى ليه؟

- أحلام: يا حبيبتى ماتعمليش زيى وتسجنى جمالك من بدرى.. لازم الأول تستثمريه.. واللى يبقى منه يروح لعبدالعظيم.

- نجلاء: مش فاهمة.

- أحلام: بصى يا حبيبتى.. جمال النجمة غير جمال الزوجة.. جمال النجمة منور وجذاب.. وكل اللى بيشوفه بيحلم بيه.. عمرك سمعتى عن نجمة سيما اتجوزت بدرى؟.. الأول لازم تكسب من جمالها وتستفيد منه.

- نجلاء (بغضب): تقصدى إيه يا مامى؟

- أحلام: غبية.. بس حلو إن الجمال يكون غبى.. يا حبيبتى قصدى إن ظهورها عَ الشاشة.. ظهورها لوحده ليه تمن وتمن كبير.. تفضل الجميلة عً الشاشة لحد ما يشبع الناس فرجة.. وتشبع هى مكسب.. بعدها تتجوز باللى باقى منها.. فهمتى.

أحلام الأحمدى امرأة مختلفة، لا ترى فى الحياة إلا طموحاتها، وترى من حولها مجرد أدوات لتحقيق ما تريد، وهى تعرف كيف تختار طريقها لإقناع كل فرد، ليصبح أداة فى يدها. كانت من أكثر الشخصيات التى يهوى «خالد» مشاهدتها فى العالم المحيط به كامرأة خارجة من زوايا التاريخ لتلعب دوراً غير مفهوم فى واقع بات مخنثاً، كما كان يردد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

17 امرأة من زوايا التاريخ 17 امرأة من زوايا التاريخ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon