توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البشر.. وأفق الاستثمار

  مصر اليوم -

البشر وأفق الاستثمار

بقلم :د. محمود خليل

تحويلات المصريين فى الخارج بدأت تزيد خلال الفترة الأخيرة على 30 مليار دولار، وقد أعلن البنك المركزى أوائل الأسبوع الحالى تسجيل زيادة فى هذه التحويلات تبلغ 18.7 دولار خلال النصف الأول من عام 2021، مقارنة بـ17 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى.

الأرقام تقول إن الثروة البشرية من المصريين العاملين بالخارج باتت تقدم للاقتصاد المصرى رقماً من العملة الصعبة يعادل -إن لم يزد- مجموع ما تقدمه مصادر الدخل الدولارى الأخرى.

تثير هذه الأرقام من جديد الحديث القديم المتجدّد عن المتعلمين وخريجى الجامعات وقيمتهم كمصدر لإنعاش الاقتصاد المصرى، فأغلب العاملين بالخارج هم من خريجى جامعاتنا بأطيافها المختلفة، أو من العمالة الفنية الماهرة.

ويحصل هذا القطاع من العاملين بالخارج على دخول جيدة تساعدهم على العيش فى الغُربة، وفى الوقت نفسه تحويل نسبة معتبرة من مدخولاتهم الشهرية إلى مصر.

وحقائق الوقت تقول إن الطلب يتزايد إقليمياً ودولياً على الخبرات العلمية المتميّزة، خصوصاً فى مجالى الطب والهندسة.

يكفى أن نُشير فى هذا السياق إلى أن دولة مثل ألمانيا ترحّب بخريجى الطب من أى دولة على أراضيها، ليواصلوا تعليمهم العملى فى جامعاتها ومعاملها ومستشفياتها، ليعدوا كأطباء يعملون لصالح الدولة.

لك أن تتصور الرقم الذى يمكن أن تصل إليه تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، لو تم التوسّع فى تعليم وتخريج الطلاب فى التخصّصات المطلوبة إقليمياً وعالمياً.

الجامعات الحكومية على سبيل المثال مطالبة بالتوسّع فى هذه التخصّصات قدر ما تتيح لها قدرتها على الاستيعاب، أما الجامعات الخاصة والأهلية فمطالبة بالتواضع فى المصروفات.

وهذا يتيح لشرائح اقتصادية معيّنة فرصة الالتحاق بكليات الطب والهندسة، حتى تتمكن -فى أقل تقدير- من استيعاب العدد المناسب من الطلاب، فى مواجهة ما حدث هذا العام من وجود الكثير من الأماكن الشاغرة داخل بعض الكليات بها، بسبب ارتفاع مصروفاتها.

الحكومة لا بد أن تنظر إلى الأمر بعين الاعتبار، فلا تبخل على تمويل الامتدادات الجديدة للجامعات الحكومية، لكى تتوسّع فى خريجى الطب والهندسة والحاسبات والأفرع المختلفة لاقتصاد المعرفة، وفى الوقت نفسه عليها أن تشجع الجامعات الخاصة على خفض المصروفات من خلال مبادرة تتبناها بخفض مصروفات الجامعات الأهلية.

بإمكان الحكومة أيضاً أن تمول بعض المنح الدراسية لخريجى الثانوية العامة الذين حصلوا على مجاميع تؤهلهم لدراسة تخصصات معينة، لكنهم لا يملكون دفع المصروفات، سواء تمويلاً كاملاً أو بنصف مصروفات.

بل تستطيع الحكومة أن تخصص مبلغاً معتبراً تمول به قروض تعليم للطلاب المؤهلين للدراسة فى تخصّصات معينة، دون أن تكون جيوبهم مؤهلة لذلك، على أن يلتزم الطالب بسداد هذا القرض عندما يلتحق بعمل بعد التخرج، كما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول التى ظهرت بها فكرة «القروض التعليمية».

لا بد أن يمتد أفق الاستثمار والتنمية ليشمل وضع ضوابط دقيقة لإتاحة التعليم الجامعى لكل من هو مؤهل له، كجزء من الاستثمار فى البشر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البشر وأفق الاستثمار البشر وأفق الاستثمار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon