توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثلاثية و«الرمزية الحسينية»

  مصر اليوم -

الثلاثية و«الرمزية الحسينية»

بقلم: د. محمود خليل

«خالك كمال من محاسيب الحسين».. كذلك رددت «خديجة» ابنة السيد أحمد عبدالجواد عندما سمعت ابنها «أحمد» المنتمى إلى إحدى الحركات الشيوعية يعرّض بإيمان خاله كمال عبدالجواد.

«مالهم الشيوعيون.. بابا بيحب أتباع سيدنا على جدا» وكذا علقت عائشة على كمال عبدالجواد وهو يحدثها عن أحمد «ابن خديجة» الذى أصبح شيوعياً، إلى أن أفهمها أن كلمة «شيوعى» غير كلمة «شيعى».

لو أنك قلّبت فى صفحات «ثلاثية نجيب محفوظ» فسوف تجد «الرمزية الحسينية» حاضرة بقوة، وسوف تشعر وأنت تتنقل بين مواضعها وأجزائها المختلفة أن «الحسين» كان مصاحباً لأسرة السيد أحمد عبدالجواد فى كل المواقع والمواقف، يستوى فى ذلك رجالها مع نسائها، وأطفالها وشبابها مع كبارها.

فزيارة الأم أمينة لضريحه الشريف كانت السبب فى تركها للمنزل فى رواية «بين القصرين»، حين غضب السيد أحمد عبدالجواد لأنها قامت بالزيارة دون استئذانه.

وفى المشهد الافتتاحى من رواية «السكرية» يظهر السيد أحمد عبدالجواد مخاطباً أمينة: «أراهن على أنك زرت الحسين كالعادة رغم هذا البرد.. فقالت أمينة فى حياء وارتباك: فى سبيل زيارته يهون كل صعب يا سيدى.. الحق علىّ وحدى. فقالت أمينة فى استرضاء: إنى أطوف بالضريح الطاهر وأدعو لك بالصحة والعافية».

يشير نجيب محفوظ أيضاً إلى أن كمال عبدالجواد، الابن المثقف، كان من «محاسيب الحسين». حتى لقاءات الشيخوخة بين السيد أحمد عبدالجواد ورفاق شبابه كان مركزها مسجد الحسين، حيث يجتمعون فى صلاة العشاء ثم يتحركون إلى زيارة صديقهم على عبدالرحيم الراقد فى فراشه منذ شهور.

وعندما استبدّ الحزن بعائشة بعد وفاة ابنتها بادرت أمينة أمها إلى القول: «رحمته وسعت كل شىء طاوعينى وتعالى معى ضعى يدك على الضريح واتلى الفاتحة تتحول نارك إلى برد وسلام كنار سيدنا إبراهيم».

والمتصفح لما سجّله نجيب محفوظ حول تاريخ المجتمع المصرى خلال النصف الأول من القرن العشرين وأنماط تفاعل المصريين مع الإسلام، يجده حريصاً على إبراز وجه المحبة لأهل بيت النبى والاحتفاء بهم فيما سطره قلمه، كجزء من إيمانهم السنى العميق.

ويعكس شغفه باستدعاء شخصية «الحسين» -على وجه الخصوص- مدى ولعه بكل ما هو محلى ورهانه على أن التعبير عن مكونات الثقافة المحلية الراسخة بداخله هو ما يمنح أدبه صك الخلود، وقد دعم من هذا المكون بداخل الأديب العالمى نشأته فى حى الجمالية بالقرب من حى الحسين بما يحمله المكان من عبق ثقافى وإرث تاريخى.

منذ استشهاده فى كربلاء وما صاحب ذلك المشهد الموجع من اعتداء على أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم من جانب الجيش الذى سيّره يزيد بن معاوية، اكتسب «الحسين بن على» رضى الله عنه رمزية خاصة فى قلوب المسلمين عموماً والمصريين على وجه الخصوص.

وهى الرمزية التى أبدع نجيب محفوظ فى استدعائها كأحد مكونات الوجدان الدينى المصرى الذى يمتاز بتسامحه وانفتاحه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثلاثية و«الرمزية الحسينية» الثلاثية و«الرمزية الحسينية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon