توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثلاثية و«الرمزية الحسينية»

  مصر اليوم -

الثلاثية و«الرمزية الحسينية»

بقلم: د. محمود خليل

«خالك كمال من محاسيب الحسين».. كذلك رددت «خديجة» ابنة السيد أحمد عبدالجواد عندما سمعت ابنها «أحمد» المنتمى إلى إحدى الحركات الشيوعية يعرّض بإيمان خاله كمال عبدالجواد.

«مالهم الشيوعيون.. بابا بيحب أتباع سيدنا على جدا» وكذا علقت عائشة على كمال عبدالجواد وهو يحدثها عن أحمد «ابن خديجة» الذى أصبح شيوعياً، إلى أن أفهمها أن كلمة «شيوعى» غير كلمة «شيعى».

لو أنك قلّبت فى صفحات «ثلاثية نجيب محفوظ» فسوف تجد «الرمزية الحسينية» حاضرة بقوة، وسوف تشعر وأنت تتنقل بين مواضعها وأجزائها المختلفة أن «الحسين» كان مصاحباً لأسرة السيد أحمد عبدالجواد فى كل المواقع والمواقف، يستوى فى ذلك رجالها مع نسائها، وأطفالها وشبابها مع كبارها.

فزيارة الأم أمينة لضريحه الشريف كانت السبب فى تركها للمنزل فى رواية «بين القصرين»، حين غضب السيد أحمد عبدالجواد لأنها قامت بالزيارة دون استئذانه.

وفى المشهد الافتتاحى من رواية «السكرية» يظهر السيد أحمد عبدالجواد مخاطباً أمينة: «أراهن على أنك زرت الحسين كالعادة رغم هذا البرد.. فقالت أمينة فى حياء وارتباك: فى سبيل زيارته يهون كل صعب يا سيدى.. الحق علىّ وحدى. فقالت أمينة فى استرضاء: إنى أطوف بالضريح الطاهر وأدعو لك بالصحة والعافية».

يشير نجيب محفوظ أيضاً إلى أن كمال عبدالجواد، الابن المثقف، كان من «محاسيب الحسين». حتى لقاءات الشيخوخة بين السيد أحمد عبدالجواد ورفاق شبابه كان مركزها مسجد الحسين، حيث يجتمعون فى صلاة العشاء ثم يتحركون إلى زيارة صديقهم على عبدالرحيم الراقد فى فراشه منذ شهور.

وعندما استبدّ الحزن بعائشة بعد وفاة ابنتها بادرت أمينة أمها إلى القول: «رحمته وسعت كل شىء طاوعينى وتعالى معى ضعى يدك على الضريح واتلى الفاتحة تتحول نارك إلى برد وسلام كنار سيدنا إبراهيم».

والمتصفح لما سجّله نجيب محفوظ حول تاريخ المجتمع المصرى خلال النصف الأول من القرن العشرين وأنماط تفاعل المصريين مع الإسلام، يجده حريصاً على إبراز وجه المحبة لأهل بيت النبى والاحتفاء بهم فيما سطره قلمه، كجزء من إيمانهم السنى العميق.

ويعكس شغفه باستدعاء شخصية «الحسين» -على وجه الخصوص- مدى ولعه بكل ما هو محلى ورهانه على أن التعبير عن مكونات الثقافة المحلية الراسخة بداخله هو ما يمنح أدبه صك الخلود، وقد دعم من هذا المكون بداخل الأديب العالمى نشأته فى حى الجمالية بالقرب من حى الحسين بما يحمله المكان من عبق ثقافى وإرث تاريخى.

منذ استشهاده فى كربلاء وما صاحب ذلك المشهد الموجع من اعتداء على أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم من جانب الجيش الذى سيّره يزيد بن معاوية، اكتسب «الحسين بن على» رضى الله عنه رمزية خاصة فى قلوب المسلمين عموماً والمصريين على وجه الخصوص.

وهى الرمزية التى أبدع نجيب محفوظ فى استدعائها كأحد مكونات الوجدان الدينى المصرى الذى يمتاز بتسامحه وانفتاحه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثلاثية و«الرمزية الحسينية» الثلاثية و«الرمزية الحسينية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon