توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنصة.. وأصحاب ولا أعز

  مصر اليوم -

المنصة وأصحاب ولا أعز

بقلم: د. محمود خليل

بعيداً عن الجدل الدائر حالياً حول فيلم «أصحاب ولا أعز» ثمة موضوع أهم يتوجب التوقف أمامه والانشغال به نظراً لتأثيراته الخطيرة على مستقبل السينما والميديا المرئية عموماً فى الحاضر والمستقبل.. إنه موضوع المنصات التليفزيونية.

منذ عدة سنوات كان العالم يتحرك من حولنا، وعادات وأساليب المشاهدة التليفزيونية والسينمائية تتبدل لدى الأجيال الجديدة، دون أن يتنبه أحد إلى ما يحدث أو يحسب حسابه.

شاشة التليفزيون باتت «موضة قديمة» وحتى شاشة «اللاب توب».. فقد حل محلهما «شاشة الموبايل» وأصبحت الوسيلة الرئيسية للمشاهدة، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة من الشباب والمراهقين، بل ولدى بعض الكبار، وبعد أن كانت الجريدة المطبوعة هى الوسيلة الإعلامية الوحيدة التى يمكن أن يصطحبها الشخص فى الأوتوبيس أو المترو ليقرأها، باتت مشاهدة المسلسلات والأفلام بديلاً موضوعياً الآن للجرائد، إذ يسلى الراكب نفسه حالياً بالمشاهدة، بعد انقراض عادة القراءة، مثلما انقرضت الصحف المطبوعة.

القناة التليفزيونية باتت هى الأخرى «موضة قديمة» وأصبح البديل الموضوعى لها هو المنصة التليفزيونية.. والمنصة التليفزيونية أشبه بالمحلات القديمة المنقرضة لتأجير أو بيع شرائط الفيديو (أكيد فاكرها)، تختار من على أرففها الفيلم أو المسلسل الذى تريد مشاهدته.

المنصة ليست أكثر من «دكان فيديو»، وأشهر منصة تليفزيونية عالمية حالياً بدأت بمفهوم «تقديم الفيديو حسب الطلب»، فكانت تبيع الأفلام على سيديهات لمن يريد من المشاهدين، بعدها بدأت تقدم الأفلام باشتراكات مدفوعة عبر وصلات تليفزيونية، ثم اتجهت إلى تليفزيون الإنترنت، وأنتجت بعد ذلك تطبيقات أتاحتها على أجهزة الموبايلات الذكية، وكذلك أجهزة التليفزيون الذكية (أى المتصلة بالإنترنت).

اعتمدت المنصات فى البداية على المحتوى التليفزيونى أو السينمائى المنتج خارجها، ثم بدأت هى نفسها تتجه إلى الإنتاج، وقد انطلقت على هذا المستوى فأنتجت العديد من الأفلام والمسلسلات والحلقات الوثائقية والبرامج، وغير ذلك من مواد قادرة على الوفاء بكافة الاهتمامات التى يتحلق حولها المشاهدون.

نحن نعيش منذ سنين ثورة فى عالم التليفزيون تشبه، فى مردودها، التأثيرات التى أحدثتها المواقع الإلكترونية فى الصحف المطبوعة، والأخيرة -كما تعلم- تسير فى طريق الاختفاء، لكن الأدهى فى ثورة المنصات التى تهز عرش التليفزيون التقليدى أنها تعتمد على منتج إنسانى عالمى يتابعه البشر فى كل مكان من أرض الله، وهو الأفلام والمسلسلات، وهى تجتهد فى تقديم محتوى حددت زبائنه فى أكثر من 7 مليارات إنسان، هم تعداد البشر على سطح الأرض، لأنها تراهن على قدرتها على استقطاب كل زبون منهم ليشترك فى خدماتها، ومن الطبيعى جداً أن يشتمل منتجها على العديد من التنويعات القيمية التى قد تختلف من مجتمع إلى آخر، لأنها تخاطب مجموعاً شديد التنوع والتباين.

لذلك فعلى المنزعجين أو المتحفظين، وكذلك المدافعون عن بعض الأفكار والقيم التى عبّر عنها فيلم «أصحاب ولا أعز» مثل الخيانات الزوجية أو المثلية أو العلاقات التليفونية وغير ذلك، أن يستعدوا لما قد يكون أدهى وأمر، فقد يجابهون فى المستقبل بما يتصادم مع العديد من القيم التى تبلورت حولها الشخصية المصرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنصة وأصحاب ولا أعز المنصة وأصحاب ولا أعز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon