توقيت القاهرة المحلي 14:39:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنصة.. وأصحاب ولا أعز

  مصر اليوم -

المنصة وأصحاب ولا أعز

بقلم: د. محمود خليل

بعيداً عن الجدل الدائر حالياً حول فيلم «أصحاب ولا أعز» ثمة موضوع أهم يتوجب التوقف أمامه والانشغال به نظراً لتأثيراته الخطيرة على مستقبل السينما والميديا المرئية عموماً فى الحاضر والمستقبل.. إنه موضوع المنصات التليفزيونية.

منذ عدة سنوات كان العالم يتحرك من حولنا، وعادات وأساليب المشاهدة التليفزيونية والسينمائية تتبدل لدى الأجيال الجديدة، دون أن يتنبه أحد إلى ما يحدث أو يحسب حسابه.

شاشة التليفزيون باتت «موضة قديمة» وحتى شاشة «اللاب توب».. فقد حل محلهما «شاشة الموبايل» وأصبحت الوسيلة الرئيسية للمشاهدة، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة من الشباب والمراهقين، بل ولدى بعض الكبار، وبعد أن كانت الجريدة المطبوعة هى الوسيلة الإعلامية الوحيدة التى يمكن أن يصطحبها الشخص فى الأوتوبيس أو المترو ليقرأها، باتت مشاهدة المسلسلات والأفلام بديلاً موضوعياً الآن للجرائد، إذ يسلى الراكب نفسه حالياً بالمشاهدة، بعد انقراض عادة القراءة، مثلما انقرضت الصحف المطبوعة.

القناة التليفزيونية باتت هى الأخرى «موضة قديمة» وأصبح البديل الموضوعى لها هو المنصة التليفزيونية.. والمنصة التليفزيونية أشبه بالمحلات القديمة المنقرضة لتأجير أو بيع شرائط الفيديو (أكيد فاكرها)، تختار من على أرففها الفيلم أو المسلسل الذى تريد مشاهدته.

المنصة ليست أكثر من «دكان فيديو»، وأشهر منصة تليفزيونية عالمية حالياً بدأت بمفهوم «تقديم الفيديو حسب الطلب»، فكانت تبيع الأفلام على سيديهات لمن يريد من المشاهدين، بعدها بدأت تقدم الأفلام باشتراكات مدفوعة عبر وصلات تليفزيونية، ثم اتجهت إلى تليفزيون الإنترنت، وأنتجت بعد ذلك تطبيقات أتاحتها على أجهزة الموبايلات الذكية، وكذلك أجهزة التليفزيون الذكية (أى المتصلة بالإنترنت).

اعتمدت المنصات فى البداية على المحتوى التليفزيونى أو السينمائى المنتج خارجها، ثم بدأت هى نفسها تتجه إلى الإنتاج، وقد انطلقت على هذا المستوى فأنتجت العديد من الأفلام والمسلسلات والحلقات الوثائقية والبرامج، وغير ذلك من مواد قادرة على الوفاء بكافة الاهتمامات التى يتحلق حولها المشاهدون.

نحن نعيش منذ سنين ثورة فى عالم التليفزيون تشبه، فى مردودها، التأثيرات التى أحدثتها المواقع الإلكترونية فى الصحف المطبوعة، والأخيرة -كما تعلم- تسير فى طريق الاختفاء، لكن الأدهى فى ثورة المنصات التى تهز عرش التليفزيون التقليدى أنها تعتمد على منتج إنسانى عالمى يتابعه البشر فى كل مكان من أرض الله، وهو الأفلام والمسلسلات، وهى تجتهد فى تقديم محتوى حددت زبائنه فى أكثر من 7 مليارات إنسان، هم تعداد البشر على سطح الأرض، لأنها تراهن على قدرتها على استقطاب كل زبون منهم ليشترك فى خدماتها، ومن الطبيعى جداً أن يشتمل منتجها على العديد من التنويعات القيمية التى قد تختلف من مجتمع إلى آخر، لأنها تخاطب مجموعاً شديد التنوع والتباين.

لذلك فعلى المنزعجين أو المتحفظين، وكذلك المدافعون عن بعض الأفكار والقيم التى عبّر عنها فيلم «أصحاب ولا أعز» مثل الخيانات الزوجية أو المثلية أو العلاقات التليفونية وغير ذلك، أن يستعدوا لما قد يكون أدهى وأمر، فقد يجابهون فى المستقبل بما يتصادم مع العديد من القيم التى تبلورت حولها الشخصية المصرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنصة وأصحاب ولا أعز المنصة وأصحاب ولا أعز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon