توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفدائي.. والمشهد الرهيب

  مصر اليوم -

الفدائي والمشهد الرهيب

بقلم: د. محمود خليل

مشهد رهيب عاشه مصعب بن عمير والمؤمنون فى موقعة أحد. تعلم أن المسلمين فى بداية المعركة كانوا متقدّمين على المشركين ويسيطرون على الموقف بشكل كامل، حتى حاد الرماة عن أمر رسول الله، فتركوا مواقعهم طمعاً فى الغنائم، ونزلوا إلى الوادى يتخطفون ما تصل إليه أيديهم، فطوقهم داهية الحرب خالد بن الوليد، وكان يقاتل فى ذلك الوقت فى صفوف المشركين، وتمكن منهم، وأعمل المشركون سيوفهم ورماحهم فى المسلمين، فشتّتوهم فى كل اتجاه، وسقط الكثيرون منهم بين شهيد وجريح.

وأصبح النبى يقف ومن حوله آحاد من المسلمين، كان من بينهم مصعب بن عمير.خاف الصحابة المعدودون المتحلقون حول النبى من هجمة مفاجئة من هجمات المشركين، تستهدفه صلى الله عليه وسلم، فقرّروا حفر حفرة ليأوى إليها النبى، ويقف مصعب ورفاقه مدافعين عنه ضد هجمات الشرك، وبينما كانوا يحفرون إذا بالمشركين يهجمون، اضطرب المدافعون عن النبى، وسارعوا إلى إنزال النبى فى الحفرة، ثم فوجئوا بعدها بالدم يغمر وجهه الشريف، بعد أن شُجَّ رأسه وكُسرت رباعيته.

نظروا إليه وقلوبهم تكاد تنخلع من ضلوعهم وهو يسلت الدم عن وجهه، وهو يقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته؟ وهو يدعو إلى الله، فأنزل الله: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ».فى هذه الأثناء كان ثمة مشرك يريد الوصول إلى النبى بأى ثمن، إنه أبى بن خلف، وكان اللعين قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت الرسول حلفته، قال: بل أنا أقتله إن شاء الله، فلما كان يوم أحد أقبل أبى فى الحديد مقنّعاً، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فحمل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير يقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنفسه، فقتل مصعب، وأبصر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ترقوة أبى بن خلف، فطعنه فيها بالحربة، فوقع إلى الأرض عن فرسه، وحمله رفاقه صريعاً.

افتدى فتى قريش المدلل النبى، صلى الله عليه وسلم، بحياته، ومات وهو يدافع عنه بدمه، مات الفتى الناعم الذى قرّر فى يوم من الأيام ترك الحياة المخملية، وسار فى طريق الله يدافع عن إيمانه وعن نبيه، بكل ما أوتى من قوة، مات «مصعب»، وهو فى الأربعين من عمره، وحين جاء رفاقه ليكفّنوه لم يجدوا ما يسترون به جسده كله، فكانوا إذا غطوا وجهه انكشفت ساقاه، وإذا غطوا ساقاه انكشف وجهه، وهو الرجل الذى كان يرفل بالأمس فى الحرير.

نعى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير بنفسه، فذهب إلى زوجته حمنة بنت جحش، ينعى لها من استُشهد من عائلتها فى «أحد» ومن بينهم زوجها. نعى النبى إلى «حمنة» أخاها عبدالله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبدالمطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن زوج المرأة منها لبمكان.لقد كانت «حمنة» تبكى رجلاً حقيقياً عرفته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفدائي والمشهد الرهيب الفدائي والمشهد الرهيب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon