توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفدائي.. والمشهد الرهيب

  مصر اليوم -

الفدائي والمشهد الرهيب

بقلم: د. محمود خليل

مشهد رهيب عاشه مصعب بن عمير والمؤمنون فى موقعة أحد. تعلم أن المسلمين فى بداية المعركة كانوا متقدّمين على المشركين ويسيطرون على الموقف بشكل كامل، حتى حاد الرماة عن أمر رسول الله، فتركوا مواقعهم طمعاً فى الغنائم، ونزلوا إلى الوادى يتخطفون ما تصل إليه أيديهم، فطوقهم داهية الحرب خالد بن الوليد، وكان يقاتل فى ذلك الوقت فى صفوف المشركين، وتمكن منهم، وأعمل المشركون سيوفهم ورماحهم فى المسلمين، فشتّتوهم فى كل اتجاه، وسقط الكثيرون منهم بين شهيد وجريح.

وأصبح النبى يقف ومن حوله آحاد من المسلمين، كان من بينهم مصعب بن عمير.خاف الصحابة المعدودون المتحلقون حول النبى من هجمة مفاجئة من هجمات المشركين، تستهدفه صلى الله عليه وسلم، فقرّروا حفر حفرة ليأوى إليها النبى، ويقف مصعب ورفاقه مدافعين عنه ضد هجمات الشرك، وبينما كانوا يحفرون إذا بالمشركين يهجمون، اضطرب المدافعون عن النبى، وسارعوا إلى إنزال النبى فى الحفرة، ثم فوجئوا بعدها بالدم يغمر وجهه الشريف، بعد أن شُجَّ رأسه وكُسرت رباعيته.

نظروا إليه وقلوبهم تكاد تنخلع من ضلوعهم وهو يسلت الدم عن وجهه، وهو يقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته؟ وهو يدعو إلى الله، فأنزل الله: «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ».فى هذه الأثناء كان ثمة مشرك يريد الوصول إلى النبى بأى ثمن، إنه أبى بن خلف، وكان اللعين قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت الرسول حلفته، قال: بل أنا أقتله إن شاء الله، فلما كان يوم أحد أقبل أبى فى الحديد مقنّعاً، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فحمل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير يقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنفسه، فقتل مصعب، وأبصر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ترقوة أبى بن خلف، فطعنه فيها بالحربة، فوقع إلى الأرض عن فرسه، وحمله رفاقه صريعاً.

افتدى فتى قريش المدلل النبى، صلى الله عليه وسلم، بحياته، ومات وهو يدافع عنه بدمه، مات الفتى الناعم الذى قرّر فى يوم من الأيام ترك الحياة المخملية، وسار فى طريق الله يدافع عن إيمانه وعن نبيه، بكل ما أوتى من قوة، مات «مصعب»، وهو فى الأربعين من عمره، وحين جاء رفاقه ليكفّنوه لم يجدوا ما يسترون به جسده كله، فكانوا إذا غطوا وجهه انكشفت ساقاه، وإذا غطوا ساقاه انكشف وجهه، وهو الرجل الذى كان يرفل بالأمس فى الحرير.

نعى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير بنفسه، فذهب إلى زوجته حمنة بنت جحش، ينعى لها من استُشهد من عائلتها فى «أحد» ومن بينهم زوجها. نعى النبى إلى «حمنة» أخاها عبدالله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبدالمطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن زوج المرأة منها لبمكان.لقد كانت «حمنة» تبكى رجلاً حقيقياً عرفته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفدائي والمشهد الرهيب الفدائي والمشهد الرهيب



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon