توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق النور

  مصر اليوم -

طريق النور

بقلم - د. محمود خليل

تربى الزعيم مصطفى النحاس على يد أب تشرب بالثقافة الدينية السائدة لدى المصريين التي تعتمد على معادلة "تمثل النماذج المؤمنة في السير على طريق الله"، بما حكمها من اعتدال في قصد الدنيا وتوازن في طلب متعها، والعمل قدر ما يعين الخالق من أجل الآخرة، وانتظار المثوبة من الله دائماً وأبداً.ولا تجد نموذجاً تمكن من الاستقرار في الوجدان المصري على هذا المستوى أعظم من نموذج "الحسين بن علي" الذي تقدم تجربته في الحياة من مبدئها إلى منتهاها نموذجاً للشخصية المؤمنة السائرة على طريق النور. فهو في نظر المصريين الحفيد الكريم الذي ورث عن جده محمد صلى الله عليه وسلم مُثل الإسلام وقيمه وأخلاقياته، قصد الدنيا باعتدال ودون إسراف، وكان من السهل عليه، حين هب للدفاع عن مثل الدين وقيمه وأخلاقياته، التضحية بحياته في سبيل ما آمن به، ليتحول إلى أيقونة تحمل لدى المصريين أرقى معاني الحب والفداء، ومن قبل هذا وذاك الإيمان بالمبدأ، وعدم انتظار المثوبة من الناس، بل من رب الناس.حظت "الأيقونة الحسينية" بموقع مركزي في عقل "النحاس باشا" ووجدانه. ومعه بدأت أولى خطوات رحلته للسير على طريق النور. تجد تفصيل ذلك في كتاب "عباس حافظ" عن مصطفى النحاس والذي يحكي فيه أن الزعيم سئل ذات مرة عن سر تمسكه الصادق بشعائر الدين فقال إنه حين انحدر به أبوه إلى القاهرة ليسلكه في المدرسة، ذهبا من ساعتهما رأساً إلى ضريح سيدنا الحسين -رضي الله عنه- فلم يكد والده يقف أمام المقام الطاهر حتى انبعث في خشوع يقول: "لقد سلمت لك مصطفى" فشعر الطفل في تلك اللحظة بوحي خفي دب إلى نفسه، واستفاض في مشاعره، وغمر حواسه، فظل يذكر تلك الوقفة الدينية الرهيبة طيلة الحياة، ويتمثل تلك الكلمات تدوي في أذنيه على الأيام، ومنذ ذلك الحين لم يترك فرضاً، ولم يهمل ميقات صلاة.سكن هذا الخيط الإيماني الصوفي قلب مصطفى النحاس، فتعلق بزيارة أضرحة أهل البيت وأولياء الله الصالحين، مثله في ذلك كمثل كل المصريين، من منطلق النظر إلى أولياء الله كنماذج جدير بمن يريد سلوك طريق الإيمان أن يتمثل خطواتهم، مصداقاً لقوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وأن يحذو حذوهم في الاستقواء بالإيمان بالله على ابتلاءات الدنيا وتحدياتها.لم يواجه "النحاس باشا" ابتلاءاً سياسياً كذلك الذي واجهه في حادثة 4 فبراير عام 1942، ولو أنك راجعت ما كتبه في مذكراته عن هذا العام، فسوف تجد تجسيداً للفكرة التي أحكي لك عنها، وهي فكرة الاقتداء بأولياء الله الصالحين. أوائل سنة 1942 يحكي النحاس باشا أنه زار ضريح سيدي عبد الرحيم القنائي، ويردف: "وفي ضريح الولي خشعت الضجة وخفتت الأصوات وحل الخشوع ودخلنا الضريح، وأنا دائماً أستبشر بزيارة هذا الولي، وقد دلت تجاربي الماضية على أنني لا أقصد إلى زيارته إلا ويقع شىء ليس في الحسبان. وعند عودتي من الزيارة رأيت الموكب أبهى مما كان وأكبر مما رأيت، وأخذ الشباب يخطبون ويهتفون وزملاؤهم يرددون، وطلبوا مني كلمة في هذا البحر الخضم من الكتل البشرية. فلم أزد أن قلت متجهاً إلى رب السماء: "اللهم لا زهو ولا بطر.. ولا تمرد على العظات والعبر.. ولكن خضوعاً لربوبيتك.. وإذعاناً لمشيئتك وشكرا لنعمتك، وكذلك تجزي من شكر".كان الولي الصالح عبد الرحيم القنائي من أكثر الداعين إلى التكتل ضد موجات الاستعمار الغربي التي اجتاحت العالم الإسلامي باسم الصليب، تماماً مثلما وقف "النحاس" أمام القوى الاستعمارية الطامعة في مصر، وعلى رأسها المحتل الانجليزي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق النور طريق النور



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon