توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة الله باقية

  مصر اليوم -

رسالة الله باقية

بقلم :د. محمود خليل

رسالة الله باقية.. والبشر زائلون.. هذه حقيقة تصالح عليها المؤمنون بأى ديانة من الديانات السماوية.

دفاع البشر عن رسالة الله هو مجرد تعبير عن سعى الإنسان لمرضاة الله، وهو سعى ينفع صاحبه حين ينال رضا الخالق، لكنه بحال ليس السر فى حفظ الرسالة الإلهية، إنه حفظ للذات.. كما لا يستطيع أحد فى المقابل أن ينال من الرسالة وما تحمله من معتقدات وتصورات وقيم وأخلاقيات.

نصح النبى، صلى الله عليه وسلم، المسلم بأن يقرأ سورة «الكهف» كل يوم جمعة، وهى السورة التى تحمل تلك الحقيقة الخالدة، حقيقة أن «رسالة الله باقية.. والبشر زائلون».

من يتأمل قصة أهل الكهف فى السورة الكريمة يمكنه أن يستخلص هذه الحقيقة بسهولة. فقد آمن أصحاب الكهف بالإله الواحد ونبذوا ما كان عليه قومهم من شرك، وداخلهم إحساس بأنهم حفظة كلمة الله، وأن الطاغية الذى يحكم مدينتهم لو نال منهم فسوف تزول هذه الكلمة، ولم يتمكنوا من نشرها بين أهليهم.

الله تعالى علّمهم الدرس فضرب على آذانهم 309 سنوات، ثم بعثهم فوجدوا كل أهل المدينة قد تحولوا من الشرك إلى الإيمان وأصبحوا أمثالهم، حدث ذلك بإرادة الله ومشيئته، وليس بجهد منهم.

فالله تعالى بالفعل هو الحافظ لرسالته. ومن يدافع عنها هو بالأساس يدافع عن إيمانه به، وعليه إذا أحس بالعجز عن ذلك أن يأوى فوراً إلى كهف نفسه، ويتوقف عن فعل أى شىء، ويطمئن إلى أن الله القادر قيوم السماوات والأرض كفيل بحفظ رسالته.

طبّق عبدالمطلب بن هاشم، جد النبى، هذا الدرس بحذافيره بعد قرون طويلة من واقعة أصحاب الكهف، حين تواجه وعرب مكة مع الأحباش الذين يقودهم أبرهة، فتفقد 100 بعير له استولى عليها جنود أبرهة، فذهب إليه وحدّثه فيها، فاعترت الدهشة وجه القائد وقد توقع منه أن يحدثه فى شأن البيت الحرام الذى جاء لهدمه، فرد عليه «عبدالمطلب» بمقولته الشهيرة «للبيت رب يحميه».

«للبيت رب يحميه» أول درس يتعلمه المسلم عندما يقرأ سيرة النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو أيضاً أول درس ينساه.

وفى ظنى أن ما جاء فى كتب السيرة حول استغاثة النبى برب السماوات والأرض فى غزوة بدر، وفيها أنه قال: «اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد فى الأرض أبداً» أحياناً ما ينتزعها البعض من سياقها، فقد جاءت فى سياق استغاثة مطولة وضغط نفسى عاشه المسلمون وهم قلة قليلة تواجه كثرة قادرة من عرب مكة.

وربما -والله أعلم- كانت العبارة فى حاجة إلى مراجعة حول دقّة نسبها إلى النبى، خصوصاً فى ظل ميل بعض الرواة والقالة إلى التزيّد فى بعض الوقائع والحكايات ليقدموها كأسباب لنزول بعض الآيات القرآنية الكريمة، وقد ساق بعض المفسرين هذه الاستغاثة كسبب لنزول الآية الكريمة: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ».

كيف لنا أن نستوعب أن النبى ربط استمرار رسالة السماء بهذه العصبة المؤمنة وقد نزل عليه قرآن يقول: «إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثاكم»؟

قليل من العقل يصلح الإيمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الله باقية رسالة الله باقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon