توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة «بايدن» فى أفغانستان

  مصر اليوم -

سياسة «بايدن» فى أفغانستان

بقلم :د. محمود خليل

شهدت الأيام الأخيرة تمدداً ملحوظاً لجماعة طالبان بالعديد من المدن والمواقع، خصوصاً فى الشمال الأفغانى، فى وقت تحاول فيه القوات الحكومية -بزعامة أشرف غنى رئيس البلاد- تعديل الموقف على الأرض.

قرار «بايدن» سحب القوات الأمريكية من أفغانستان منح جماعة «طالبان» إشارة العودة للسيطرة على المشهد من جديد، وذلك ما تعودت عليه هذه الجماعة، التى تمكنت من حسم الحرب الأهلية التى اندلعت بين الفصائل الإسلامية فى أفغانستان عقب الانسحاب السوفيتى لصالحها، واستطاعت السيطرة على الحكم بشكل كامل منذ عام 1994 بمساعدة تنظيم القاعدة، وهو التنظيم الذى وضع أسامة بن لادن لبنته الأولى عندما بدأت القوات السوفيتية فى الانسحاب عام 1988.

وقد تبنى تنظيم القاعدة منذ نشأته فكرة «جهاد العدو البعيد»، ودشن ما يطلق عليه «تيار الجهاد الأممى»، وقد تمكن التنظيم من تدمير برجى التجارة العالميين فى الحادى عشر من سبتمبر 2001، لتبدأ الولايات المتحدة الأمريكية رحلتها فى الجهاد ضد الإرهاب، وتم توجيه ضربات موجعة للتنظيم، وضربات أخرى أشد قوة إلى جماعة «طالبان»، وهى الضربات التى نجحت فى تقزيم أدوار «القاعدة» وتحييد أدواره، لكن يبدو أنها لم تنجح بالمثل فى محاصرة «طالبان»، الأمر الذى دفع الأمريكان إلى البحث عن سياسة جديدة للتعامل مع المشهد الأفغانى المعقد.

السياسة الجديدة بدأت بقرار سحب القوات الأمريكية وإنهاء العمليات العسكرية فى أفغانستان يوم 31 أغسطس من العام الجارى، أى قبل أحد عشر يوماً من الذكرى العشرين لتدمير برجى التجارة فى 11 سبتمبر 2001.

صعود أدوار «طالبان» بعد انسحاب القوات الأمريكية يبدو طبيعياً، وذلك لعدة أسباب، أولها أنها الجماعة الأكثر تمدداً داخل أفغانستان بحكم أن أغلب منتسبيها ينتمون إلى القومية البشتونية وهى القومية التى تمثل نسبة 48% من السكان، وتتركز فى المنطقتين الشرقية والجنوبية من البلاد.

ثانى هذه الأسباب أن الجماعة منذ نشأتها على يد الملا محمد عمر تعتمد على مضخة كوادر لا تتوقف، تتمثل فى المدارس الدينية التى تزودها بشكل مستمر بعناصر جديدة شديدة التعصب، على المستويين العرقى والدينى.

«طالبان» تحاول الآن السيطرة على مناطق داخل الوسط والشمال الأفغانى، وتحاول القوات الحكومية هناك المقاومة، مدعومة فى ذلك بمجموعات شعبية مسلحة انتفضت ضد طالبان ووقفت تقاومها وتحاول الحيلولة بينها وبين المزيد من السيطرة، خصوصاً على المدن الشمالية.

وتدين بعض المدن الشمالية وكذلك الوسط الأفغانى بالمذهب الشيعى خلافاً لطالبان التى تدين بالمذهب السنى، وتخشى المجموعات الشيعية هناك من حرب تطهير مذهبى.

طبعاً هناك من يدعو إلى تدخل عسكرى دولى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية من جديد من أجل إيقاف الزحف الطالبانى، وهى دعوات لا تجد صدى لدى الحكومة الأفغانية بل ورفضها مسئولون حكوميون بشكل رسمى لأنها سوف تعقد الموقف على الأرض أكثر.

الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية رأت أن تحل مشكلتها فى أفغانستان بطريقتها الخاصة، فقد سحبت قواتها من المشهد برمته وتركت طالبان السنية فى مواجهة المجموعات الشيعية، والتنظيمات المتطرفة المسلحة فى مواجهة القوات الحكومية.. إنها قاعدة «فرِّق تسُد» التى أثبتت نجاحها فى العديد من التجارب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة «بايدن» فى أفغانستان سياسة «بايدن» فى أفغانستان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon