توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأشد قسوة

  مصر اليوم -

الأشد قسوة

بقلم :د. محمود خليل

القسوة.. لا يوجد فى الحياة ما هو أشد من القسوة.

القسوة تأتى كانعكاس لحالة ارتباك عام يعانى منها المجتمع فتجعل أفراده أميل إلى التجبر على بعضهم البعض دون وازع من ضمير أو دين أو أخلاق.. وصف الله تعالى أقواماً بقسوة القلب، إلى حد تشبيه قلوبهم بتحولها إلى حجارة أو شىء أشد قسوة من الحجارة، لأن من الحجارة ما هو ألين من تلك القلوب الصلبة.

لقد عبرنا زماناً كان شاعره يقول: «قلبى رميته وجبت غيره حجر.. داب الحجر ورجعت قلبى رقيق».. ودخلنا زمن «القلوب الأشد قسوة من الحجارة».. زمن التوحش.

مشاهدات جديدة تدل على زمن التوحش الذى دلفنا إليه فى غفلة منا.

شاب يلقى مصرعه على يد لص حاول سرقة موبايله، ولما قاومه دفعه من باب مفتوح داخل قطار (مسرح الجريمة) ليلقى حتفه.

وشاب آخر معيد بإحدى كليات الهندسة تغيب لمدة 11 يوماً ثم عثرت الشرطة على جثته غريقاً فى مياه النيل.. وكشفت التحقيقات الأولية أنه لقى حتفه على يد صديقه وشريكه فى مشروع تجارى، وأنه خرج يوم الواقعة من أجل الحصول على مبلغ من المال تكلفة ولادة زوجته (أسبغ الله على قلبها الصبر الجميل وأعانها على هذا البلاء المبين)، لكنه خرج ولم يعد.

قبلها كانت واقعة الطبيب والممرض، وما دار بينهما من حكايات ومداخلات حول «كلب البيه»، وحديث الممرض أنه أهين إهانة بالغة، وحديث الأستاذ الدكتور عن أن المسألة لم تكن أكثر من دعابة، وأن تلك هى طريقة «الجراحين» فى «الهزار».

هل من السهولة بمكان أن يموت شاب بسبب موبايل يساوى بضعة مئات من الجنيهات.. وهل من الطبيعى أن يضيع شاب آخر مستقبله من أجل هذه المئات؟

هل من الطبيعى أن يلقى معيد شاب بإحدى كليات الهندسة حتفه على يد صديقه وهو يبحث عن تكلفة ولادة زوجته؟

هل من الطبيعى أن يصبح السجود لغير الله أو الصلاة لغير الخالق موضوعاً للهزار؟

لا أريد أن أقول إن مثل هذه الحوادث لم تكن موجودة من قبل، فحوادث السرقة والقتل وإهانة الآخرين كانت موجودة، لكن ظنى أنها لم تكن بهذه القسوة المرتكنة إلى الترخص وتجاوز حدود العقل والمنطق.

بإمكانك أن تقرأ كتاب «رجال ريا وسكينة» للراحل الكبير «صلاح عيسى»، وستجد أن عصابة السفاحين تلك ندمت فى لحظة لأنها قتلت امرأة كانت ترتدى ذهباً «فالصو» وباعوا ما وجدوه معها من ذهب حقيقى بعدة قروش.. فسأل أحدهم نفسه: هل يعقل أن تزهق روح إنسان مقابل قروش؟

بإمكانك أن تراجع نصوص التحقيقات التى أتى بها صلاح عيسى نصاً كما هى، وأن تحصى كلمة «الحرمانية» التى وردت على لسان سكينة أثناء استجوابها.

بإمكانك أن تستعرض كل هذا وستخرج بأن منسوب القسوة والانطلاق فى الإيذاء وخفوت الضمير لم يعد له أى حدود، سواء فى الجد أو فى الهزار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأشد قسوة الأشد قسوة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon