توقيت القاهرة المحلي 15:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«كرومر» يجدد الخطاب

  مصر اليوم -

«كرومر» يجدد الخطاب

بقلم :د. محمود خليل

نفى لطفى السيد فكرة التعصب الإسلامى عن المصريين ورفض فرضية «كرومر» التى تشير إلى أنهم يتعصبون لفكرة الجامعة الإسلامية أو الخلافة كمدخل للتحرر من الإنجليز. وأكد أن الإسلام ليس من مبادئه التعصب الشائن الذى يعبر عنه الإفرنج بـ«الفاناتيزم».

وذكر أن المحبة المتبادلة والتعاون بين أبناء الدين الواحد أمر طبيعى وإنسانى، لكن ذلك لا يعنى إضمار العداء للآخر والدليل على ذلك، كما يشير لطفى السيد، أن: «الأقباط فى مصر يعيشون مع المسلمين مختلطين فى المصالح والمساكن متكاتفين فى المزارع والأعمال، متشاركين فى الوظائف والمرافق، ولم يُسمع منذ زمن بعيد أن المسلمين الذين أمرهم دينهم بحسن المعاملة هاج هائجهم على إخوانهم».

من اللافت أيضاً أن اللورد كرومر تبنى منذ فترة مبكرة من القرن العشرين فكرة «تجديد الخطاب الإسلامى». ويذكر أحمد لطفى السيد فى مذكراته: «امتدح اللورد كرومر فى تقرير سنة 1906 الذين يقومون بخدمة الدين وتخليصه من الدخائل التى متى خلص منها كان موافقاً لحاجات الناس فى التمدن الحديث، وخص منهم بالذكر فقيد الإسلام المرحوم الشيخ محمد عبده، والسيد أحمد خان منشئ كلية عليكره».

لم يواجه أحمد لطفى السيد أطروحة اللورد كرومر فى تجديد الخطاب الإسلامى بنفس العنت الذى واجه به أفكاره الأخرى عن المصريين. وفى تقديرى أن الرجل كان يرى أن أولى خطوات التجديد ترتبط بإحياء الوطنية المصرية والبحث عن استقلال مصر عن دولة السلطنة فى تركيا، وقد حاول عبثاً فى هذا الاتجاه، لكنه لم يفلح فى ذلك، لأن قطاعاً لا بأس به من أمراء الأسرة العلوية وعلى رأسهم الأمير عمر طوسون، وكذا العديد من الأحزاب السياسية كانت ترى أن من الأفضل دعم تركيا، خصوصاً مع هبوب رياح الحرب العالمية الأولى، هو الأفضل للقضية المصرية ويؤدى إلى تعجيل إجلاء الإنجليز عن مصر.

قاوم أحمد لطفى السيد أيضاً أطروحة «أرض الإسلام وطن لكل المسلمين» وهى الأطروحة التى تنفى فكرة القومية المصرية. وحكى فى مذكراته أنه: «كنت منذ زمن طويل أنادى بأن مصر للمصريين، وأن المصرى هو الذى لا يعرف له وطناً آخر غير مصر، أما الذى له وطنان، يقيم فى مصر، ويتخذ له وطناً آخر على سبيل الاحتياط، فبعيدٌ أن يكون مصرياً بمعنى الكلمة. كنت أريد أن يتحمل كل قاطن فى مصر من الواجبات ما يتحمله المصريون لتحقيق القومية المصرية، فقد كان من السفه أن يقول أحد إن أرض الإسلام وطن لكل المسلمين، وتلك قاعدة استعمارية تنتفع بها كل أمة مستعمرة تطمع فى توسيع أملاكها ونشر نفوذها كل يوم فيما حواليها من البلاد».

آمن أحمد لطفى السيد بالجامعة المصرية بديلاً للجامعة الإسلامية، من منطلق أن الوطنية لا تتناقض مع الدين، وكانت تلك الأطروحة وادة من أبرز أطروحاته لتجديد الخطاب الدينى فى مصر بصورة عملية وبجهد السياسى والمفكر، وليس المنظّر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كرومر» يجدد الخطاب «كرومر» يجدد الخطاب



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon