توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإلحاد.. وتجديد الخطاب

  مصر اليوم -

الإلحاد وتجديد الخطاب

بقلم :د. محمود خليل

رسالة محددة يجب أن تصل إلى الناس فيما يتعلق بمسألة تجديد الخطاب أو تطوير الفكر الدينى، ملخصها أن التطوير أو التجديد لا يستهدف الإسلام بحال بل يتوجه إلى العقل المسلم ويساعده على فهم أعمق وأكثر عقلانية وعصرية للعقيدة السمحة.

تطوير الفكر الدينى وقفة مع النفس المسلمة يمنحها الفرصة لتجديد إيمانها، عملاً بقول النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليخلَق فى جوف أحدكم كما يَخلَق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم».

أحياناً ما تثير دعوات التجديد المخاوف لدى البعض، حين يظنون خطأ، أن المستهدف هو الإسلام وليس العقل المسلم، أو الدين وليس الفكر الدينى، لذلك فالتدقيق مطلوب، وتحديد الأسس التى ينطلق منها التجديد والمسارات التى يعمل عليها ضرورة.

من المهم أن يتفهم المتخوفون من التجديد أنه بات واجب الوقت لحماية العقيدة الإسلامية نفسها، ولحماية المسلمين أيضاً من أكبر خطر يتهددهم وهو خطر الإلحاد.

البعض يقدر أعداد الملحدين فى بلدنا بالملايين، وأحد أسرار انتشار الإلحاد يتعلق بالطريقة التى تتلقى بها الأجيال الجديدة الإسلام، سواء على مستوى القول، أو الفعل.

فعلى مستوى القول نحن نخاطب جيلاً صنعته التكنولوجيا وتربى على التمرد وعدم التسليم أو الانصياع. الأجيال السابقة تعودت على فكرة التسليم والانصياع، الأمر الذى سهّل عليها تبنى الغيبيات دون مناقشة أو تمحيص أو قدرة على فرز ما يقترن بها من خرافات، وفصلها عن الأحاسيس الإيمانية الحقيقية. جيل الشباب المعاصر -خلافاً للسابقين- يجيد طرح الأسئلة، ولا يطمئن لإجابة بسهولة.

وعلى مستوى الفعل ينظر الجيل الجديد إلى مجتمع الكبار فيضرب كفاً بكف بسبب الحجم المهول من التناقض الذى ينسج حياتهم. إنه يلاحظ التناقض بين أقوال الكبار وأفعالهم، بين ما يلقنونه له من توجيهات وتعليمات تتناقض مع سلوكهم الشخصى.

الشاب يجد الأب يصلى ويصوم ويحج ويعتمر بأموال فاسدة المصادر والمسالك. إذا كان فقيراً يجد الغنى يحدثه عن ضرورة الاجتهاد فى حياة تحركها الواسطة والانتماء العائلى، يتأمل الآيات التى تتكرر على الألسنة ويسمع نغمات البسملة والحوقلة والحسبنة والمشيئة فيظن أنه يعيش فى مجتمع يغرد بالإيمان، ثم يلاحظ المفارقة بين الأقوال والسلوكيات والأفعال، وبعدها يسأل نفسه: هل هذا هو الدين؟!.

ولو أنك استدعيت التاريخ فستجد أن أقدم دعوات الإلحاد فى مصر ظهرت خلال فترة التشوق إلى النهضة والتخلص من أغلال التخلف، مثل دعوة الكاتب الشهير «إسماعيل أدهم». التعريف الذى تبناه «أدهم» لمفهوم الإلحاد وما أعلنه من ترك للعقائد الدينية وتمسك نهائى بالعلم والمنطق العلمى عبّر عن نوع من الاحتجاج على الواقع المتخلف الذى يعيش فيه المسلمون.

الإيمان المطلق بالعلم الذى تتغير نتائجه ونظرياته من عصر إلى عصر هو الوجه الآخر للإيمان المفرط بالخرافة ورد كل أمر من أمور الحياة إلى ما وراء الحياة. والوجهان شاهدان على حالة الاعتلال التى أصابت المجتمعات المسلمة التى وقعت بين مطرقة الاحتجاج السلبى على التخلف دون اجتهاد فى توعية من يعانون منه، وسندان الاستسلام الكامل لحالة الرداءة والانسجام مع القبح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإلحاد وتجديد الخطاب الإلحاد وتجديد الخطاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon