توقيت القاهرة المحلي 22:28:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجديد الخطاب.. ماذا يعنى؟

  مصر اليوم -

تجديد الخطاب ماذا يعنى

بقلم :د. محمود خليل

الاتفاق على معنى أى مصطلح، يسهل بعد ذلك تحديد المسارات ووضع الخطط التى تؤدى إلى تفعيله فى الواقع، وهناك خلاف كبير فيما يتعلق بتحديد مدلول مصطلح «تجديد الخطاب الدينى»، أو «تطوير الفكر الدينى: كما اقترحت بالأمس.

فى تقديرى أن مصطلح «تجديد الخطاب الدينى» يعنى: تطوير فهم المؤمن لقضايا دينه تبعاً لمتغيرات ومستجدات عصره (العصرنة) مع تفعيل القيم النبيلة الثابتة التى توافقت عليها كل الأديان بالشكل الذى يؤدى إلى ترسيخ علاقات إنسانية أرقى (التطوير) بالإضافة إلى تحرير العقل الدينى مما علق به من شوائب وأفكار وخرافات لا تمت إلى المنطق الدينى السليم بِصِلة (التحرير) ووضع حد لاستغلال الدين كأداة لتحصيل المغانم الدنيوية والمنافع السياسية بالضحك على عباد الله (التنوير).

التجديد أو تطوير الفكر الدينى مربع، ضلعه الأول هو العصرنة. فالدين حالة تفاعل بين نص وإنسان، النص يرشد والإنسان يتلقى ويفهم تبعاً لتكوينه الشخصى وظروف عصره.

على سبيل المثال، الجيل الأول من المسلمين كان يسمع الآية التى تقول «وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ» ففهموا منها كما جاء فى التفاسير أن وجه «البأس» فى الحديد يرتبط بدخوله فى صناعة السيوف والسلاح، وكان من الطبيعى ألا يعرفوا المنافع الأخرى لهذا المعدن، الأجيال التالية من المسلمين التى عاشت عصر العلم عرفت بصورة أشمل وأدق منافع الحديد والصناعات والسلع التى يدخل فيها، وأوجه الفائدة المتنوعة منه، تبعاً لما توصل إليه العلم فى عصرهم.

فالمعنى شرك بين المحتوى الذى يحمله النص وشبكة معارف الفرد وظروف العصر الذى يحياه، ولا أجدنى بحاجة إلى تذكيرك بالقرار الذى اتخذه عمر بن الخطاب بتعليق «سهم المؤلفة قلوبهم»، رغم نص القرآن عليه، لما اختلف الظرف ودخل المسلمون عصر القوة، وقِس على ذلك تعليقه لحد قطع يد السارق فى عام المجاعة. وحتى العصر الحاضر كان هناك جدل حول مسألة الرق واقتناء العبيد والجوارى فى البيوتات الكبيرة انتهى إلى الأخذ بمعطيات العصر الجديد، وإلغاء هذا الأمر (إنها العصرنة).

تعالَ إلى ضلع التطوير الذى ينطوى على إذكاء مجموعة القيم النبيلة التى أكدها الإسلام الحنيف والتى يتفق الجميع على حاجة مجتمعنا المعاصر إلى حفزها وتفعيلها، بهدف تحسين أحواله ونوعية العلاقات فيه.

تحرير العقل المسلم مما علق به من شوائب وخرافات هو الضلع الثالث من أضلاع تطوير الفكر الدينى، فلا يعقل أن يستسلم هذا العقل على سبيل المثال لما ورد فى بعض الكتب من حكايات مثل: أن «سفينة» مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الأسد بأنه رسول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده، وأن خالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً، فقالوا: «لا نسلم حتى تشرب السم»، فشرب فلم يضره!.

أما التنوير فهو السبيل الوحيد لدفع المجتمع المصرى إلى الأمام، وجوهره الحيلولة دون استخدام الدين فى تحقيق المكاسب السياسية والمغانم الدنيوية، فالدين أنبل من أن يستخدم فى هذه المجالات، ومثل من يتاجر بالدين فى عالم السياسة، كمثل التاجر العاجز الفقير إلى رأس مال حقيقى يعمل به، فيتجه إلى المتاجرة بأهل بيته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد الخطاب ماذا يعنى تجديد الخطاب ماذا يعنى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon