توقيت القاهرة المحلي 12:30:18 آخر تحديث
الاثنين 28 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«شفاعة يا جد الحسنين»

  مصر اليوم -

«شفاعة يا جد الحسنين»

بقلم: د. محمود خليل

تحمل أغنية «عليك صلاة الله وسلامه» نفَساً صوفياً خاصاً يرتبط بموكب المحمل. كتب الأغنية المبدع «بديع خيرى»، ووضع موسيقاها «فريد الأطرش»، وشدت بها «أسمهان»، رحم الله أبطالها الثلاثة.

طقس «المحمل» كان صوفياً بامتياز، يتصدر موكبه الدراويش وأصحاب الرايات ورؤساء الطرق الصوفية المختلفة، وتعلو أصواتهم بذكر الله فى مشهد مهيب كان أهالى القاهرة ينتظرونه من عام إلى عام، وسجل العديد من تفاصيله الرحالة والمستشرقون الذين وفدوا إلى مصر خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

تحكى الأغنية الشهيرة العديد من مشاهد الحج مثل الطواف والسعى والوقوف بعرفات ورمى الجمرات، لكن فى قالب صوفى بحت، تتجلى أبرز مؤشراته فى التعبير عن محبة رسول الله وأهل بيته الكرام، وعلى رأسهم «الحسن والحسين»، وطلب الشفاعة من النبى «جد الحسنين». ومسألة الشفاعة من المسائل التى يطول الجدل حولها، وهناك مبدأ أساسى يحكمها تشير إليه الآية الكريمة: «يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً». فالمسألة موكولة لله تعالى وعلمها عنده وحده.

توقفت الأغنية أيضاً عند الطقس المصرى الخاص الذى يربط ما بين شعائر الحج وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم، رغم إجماع الكثير من الفقهاء على أن زيارة القبر الشريف ليست من شروط صحة الحج، ومن لا يفعل ليس عليه شىء، لكن الحجاج -وكذلك المعتمرون- من أهل محروسة مصر المحمية تتوق قلوبهم إلى زيارة قبر النبى، ويعتبرون الصلاة فى الروضة الشريفة (ما بين منبر وحجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم) نعمة من النعم التى يمن الله بها على عباده، وقد تسمع من بين من حج أو اعتمر من المصريين كلاماً عجيباً يذهبون فيه إلى أن نفوسهم ترتاح أكثر فى المدينة المنورة، رغم أن مكة المكرمة هى أرض الكعبة المشرفة، ولا تستطيع أن تفسر ذلك إلا فى سياق ما يمكن وصفه بـ«الهوى الصوفى» الغالب على نفوس العديد من المصريين.

الأعجب من ذلك ما يمكن أن تسمعه من بسطاء المصريين الذين يفدون من القرى والنجوع فى موالد أهل بيت رسول الله، فبعضهم يصور لنفسه أن هذه الزيارة تمثل نوعاً من الحج، سمعت أحدهم يصفه بـ«حج الفقراء»!. فأغلبهم لا يملكون التكاليف التى تمكنهم من الذهاب إلى بيت الله الحرام والتمتع بأداء فريضة الحج، ثم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم، الأمر الذى يدفعهم إلى القيام بما يقدرون عليه من زيارة مقامات أهل البيت خلال الموالد، ويعتبرونها حجاً، ويستندون فى ذلك إلى حديث -موضوع فى الأغلب- يقول: «من زار أهل بيتى بعد وفاتى كُتبت له سبعون حجة».

إنه الحب الذى يؤدى إلى الشطط فى التفكير. فحب أهل بيت رسول الله جزء لا يتجزأ من العاطفة الدينية للمصريين، وغيرهم من المسلمين، لكن البعض يشتط فى تفكيره، ويغلب عليه إحساسه بالإحباط نتيجة عدم القدرة على تحمل تكلفة الحج، ويصور لنفسه أن من لا يملك كلفة الحج والتمتع بزيارة النبى يمكنه أن يتجه إلى مراقد أهل البيت فى مصر ليؤدى نوعاً من الحج، وينسون أن الله تعالى ربط هذه الفريضة بشرط الاستطاعة «المالية والبدنية»، لكن ماذا نقول فى الهوى الصوفى الغلاب؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شفاعة يا جد الحسنين» «شفاعة يا جد الحسنين»



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:05 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

مصر تبحث تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية
  مصر اليوم - مصر تبحث تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية
  مصر اليوم - مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة يكرم هند صبري

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 23:00 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد الإتيكيت الخاصة بشراء الملابس

GMT 09:45 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

نصائح لثبات العطر لمدة تدوم اطول

GMT 09:21 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الترجي التونسي يعلن تعاقده مع يوسف البلايلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon