توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أناشيد المحبة

  مصر اليوم -

أناشيد المحبة

بقلم - د. محمود خليل

كانت الفتاة الصديقة تنشد أناشيد المحبة لله وهي قائمة تصلي في المحراب، حين ألقت ملائكة الرحمن إليها برسالة: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقتنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين».

عندما تصح العبادة تصبح السبيل الأقصر لارتقاء النفس وصفائها، وتساميها على صغائر الحياة، وكذلك كانت نفس الفتاة التي اصطفاها الخالق وطهرها واصطفاها على نساء العالمين راقية صافية، أخرجتها العبادة من غلالة الألم والحزن الذي أحاط بها منذ مولدها وهيأ لروحها الطاهرة طريقاً للعروج إلى السماء.

وبينما كانت الرقيقة الراقية منخرطة في القنوت والسجود والركوع، إذا بقلق داخلي يسيطر عى نفسها الآمنة السالمة، ومع تواصله قررت أن تأخذ ركناً وتعتزل من حولها، وانزوت عن الناس داخل معبدها: «واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا».

وفي لحظة عزلة مع نفسها أظهر الله تعالى لها سر القلق الغامض الذي اعترى نفسها الطيبة، وإذا بها تسمع نداءاً عجيباً، لمحت بعده إنساناً يقف أمامها: «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً»، خافت مريم عليها السلام، واستعاذت بربها منه: «قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا»، فهدأ رسول السماء من روعها، وأخبرها عن حقيقته، لكنه صعقها بخبر آخر: «قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا».

ارتجت «مريم» وهي تفكر فيما يحدث، وهي البتول الطاهرة التي لم يمسها بشر، كيف حدث هذا؟ وكيف ستواجه قومها به وماذا سيقولون عنها؟.

صارت الصديقة مريم، قطعة شاخصة من الألم، إلى حد أنها تمنت الموت: «قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً»، هذه الآية تعلمك ألا تلوم إنساناً على فعل أو قول وأنت لست في مكانه.

لقد وقفت الصديقة أمام موقف شعرت فيه بمنتهى العجز، إن معجزة تسعى داخل أحشائها، وهي لا تملك طريقة لتشرح لمن حولها ما يحدث، إنها تنتظر المعونة من الله، ليتدخل بقدرته القادرة ويحل لغز المعجزة التي تنمو بداخلها بمعجزة أخرى تحدث خارجها فتشرح للناس ما حدث، قطعة من الألم كانت سيدتنا مريم عليها السلام داخل هذا الموقف.

فلك أن تتصور الألم النفسي الذي كانت تعانيه حين اختلط بألم الجسد وأوجاعه، لحظة أن باغتتها آلام المخاض أسفل جذع النخلة، ظلت الصديقة كذلك حتى جاءها صوت الطمأنينية، والله أعلم من أين؟.

هل جاء من ملاكها الحارس؟ أم من طفلها الذي نزل إلى الحياة: «فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا».

وكما جاءت المعجزة من السماء، فقد أتاها نداء الطمأنينة من السماء أيضاً، فهدأ من روعها، وتغذت على تمر النخلة المقدسة التي رقدت أسفل منها، وأنست إلى الصوت القدسي الذي يأتيها من السماء، أو يتدفق حانياً عبر حالة الأنس التي عاشتها حين أبصرت عيناها وليدها.

وما إن استطاعت السير، حتى قامت مسوقة بشجاعة نفسها المؤمنة بربها والواثقة في رعايته سبحانه وتعالى لها، فحملت الوليد وسارت نحو قومها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أناشيد المحبة أناشيد المحبة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon