توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حُرمة الموت و«الحزن»

  مصر اليوم -

حُرمة الموت و«الحزن»

بقلم :د. محمود خليل

قد يكون من المفيد التذكير بهذه المعانى فى سياق الأحداث التى اقترنت بوفاة الفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز رحمها الله تعالى وغفر لها.

دعونا نذكّر بأن للموت حرمة.. كما أن للحزن حرمة.

آداب عديدة نوه بها الإسلام تُجمع كلها على فكرة «حرمة الموت». فبالوفاة ينقطع ما بين الإنسان وما بين الدنيا. يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

يكفى جداً أن تدعو لمن توفاه الله دعوة طيبة صادقة مخلصة من القلب، وعلى الناس أن تعلم أنهم لن يكونوا أرحم بالعباد من خالق العباد «والله رؤوف بالعباد».

دعوا من رحل إلى الله بين يدى الله وقدموا لأنفسكم.

أيضاً يجب أن يُحسن الإنسان ذكر من رحل عن الحياة، وعندما قال النبى صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم» كان يعطينا درساً مهماً فى النظر إلى الراحلين.

فكل إنسان له ما له وعليه ما عليه.. لسنا ملائكة.. وكلنا يخطئ ويصيب.. والخطأ هو روح المغفرة.. والمعصية روح العفو.. ذلك ما يحدث للإنسان خلال رحلته فى الحياة يخطئ ويصيب، يحسن ويسىء، ولكن بعد رحيله فإنه يحلق بروحه إلى السماء ويتحرر من جسده البالى ويقابل وجه ربه الذى يعامله بالإحسان، إذ الفضل منه وإليه، والواجب على من يدبون فوق الحياة الدنيا أن يركزوا عند ذكر راحليهم على محاسنهم، بعد أن صعدت أرواحهم مظللة بسحائب الإحسان إلى رب غفور رحيم: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».

ذلك هو المقصود بحرمة الموت.. أما حرمة الحزن فالمقصود بها احترام حزن الحزانى ومواساتهم وليس المتاجرة بأحزانهم.

فى سورة يوسف تجد مشهداً يصف حزن نبى الله يعقوب على ولده يوسف، يقول فيه المولى عز وجل: «وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ».

الوحدة أول آداب الحزن.. ذلك ما فعله يعقوب عليه السلام حين أعطى ظهره لمن حوله «وتولى عنهم» واعتزل الناس، وأخذ يبكى على ولده حتى كاد يفقد بصره.

ثانى آداب الحزن يتعلق بكتمانه.. فالنفس الحزينة تغلق بابها على نفسها وتكظم حزنها فى داخلها «فهو كظيم»، فالحزن لصاحبه، وهو فى كل الأحوال غير قابل للشيوع بين البشر.

ثالث الآداب يتعلق بشكوى الحزن إلى الله وليس للبشر، فمن يتابع موقف نبى الله يعقوب يجده يرد على أولاده حين قالوا له «قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين» فردَّ عليهم النبى: «قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ».

فشكوى الحزن هى لله تعالى، لأن الله وحده هو القادر على التخفيف عن الإنسان.

ربنا يرحم موتانا وموتى عباده أجمعين.. ويربط على قلوب الحزانى ويداوى آلامهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حُرمة الموت و«الحزن» حُرمة الموت و«الحزن»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon