توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجساسة.. وجزيرة الرعب

  مصر اليوم -

الجساسة وجزيرة الرعب

بقلم :د. محمود خليل

يتحدث المتكلمون فى موضوع «آخر الزمان» عن أبرز علامات يوم القيامة، وأبرزها خروج دابة الأرض، وانطلاق يأجوج ومأجوج، وظهور الدجال، ونزول المسيح، عليه السلام، وغيرها. وحقيقة الأمر أن القرآن الكريم تحدث عن موضوع «الدابة» فى الآية الكريمة: «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ». كما جاء ذكر يأجوج ومأجوج فى الآية الكريمة: «حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ».

وتقديرى -والله أعلم- أن معانى وتأويلات مفردات (دابة ويأجوج ومأجوج) تخضع لنظرية التلقى، فمعناها موجود لدى سامعها أو قارئها يستخلصها تبعاً لمعطيات عصره وظروفه، فوصف «الدابة» ينطبق على كل ما يدب على الأرض، وقد غلب معناها، كما تقول قواميس اللغة، على كل ما يركبه الإنسان من حيوان، ومؤكد أن هذا الأمر احتاج إلى مراجعة، بعد أن لم تعد الحيوانات فقط هى أداة الركوب، بل أضيفت إليها مخترعات بشرية عديدة، تتمثل فى وسائل المواصلات، بل وأدوات الحرب التى من ضمنها «الدبابة»، كما أن الإنسان هو الآخر دابة تدب على الأرض.

ومن اللافت أنك تجد أبناء كل عصر يؤولون معنى الدابة تبعاً لمعطيات عصرهم وما يرتبط به من واقع أو أساطير. فالمصريون وصفوا الراديو والتليفون مبدأ ظهورهما بأنها الدابة التى خرجت من الأرض لتكلم الناس، رغم أن الأداتين لا تدبان على الأرض، ثم اكتشفوا بعد ذلك سخف تفكيرهم.

ومن العجيب أن الحديث عن ظهور الدابة والدجال وقع فى عصر النبى، صلى الله عليه وسلم، عن طريق واحد من الدعاة والقصاصين -أشبه بالدعاة الشباب أو الجدد فى عصرنا الحالى- وهو تميم الدارى.

يحكى ابن كثير، صاحب «البداية والنهاية»، قصة إسلام تميم الدارى، قائلاً: «قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تميم الدارى فأخبره أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقطوا إلى جزيرة، فخرجوا إليها يلتمسون الماء، فلقى إنساناً يجر شعره، فقال له: من أنت؟. قال: أنا الجساسة، قالوا: فأخبرنا!. قال: لا أخبركم ولكن عليكم بهذه الجزيرة فدخلناها، فإذا رجل مقيد، فقال: من أنتم؟. قلنا: ناس من العرب. قال: ما فعل هذا النبى الذى خرج فيكم؟. قلنا: قد آمن به الناس واتبعوه وصدقوه، قال: ذلك خير لهم، قال: أفلا تخبرونى عن عين زعر ما فعلت؟ فأخبرناه عنها، فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار، ثم قال: ما فعل نخل بيسان، هل أطعم بعد؟. فأخبرناه أنه قد أطعم، فوثب مثلها، ثم قال: أما لو قد أذن لى فى الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة، قال: فأخرجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فحدث الناس، فقال هذه طيبة وذاك الدجال».

القصة التى وردت على لسان «الدارى» تشتمل على مشاهد شديدة الإثارة، يتعلق أولها بـ«الجساسة»، والمقصود بها دابة الأرض، وهى كما شرحت أحاديث أخرى كائن كثيف الشعر، لا يدرى أحد قبله من دبره، وشكلها مخيف، وتتشابه فى أوصافها مع خيالات كتاب ألف ليلة وليلة فى المواضع التى يتحدث فيها عن «الغيلان».

المشهد الثانى يتعلق باللقاء مع «الدجال»، الذى سألهم عن النبى محمد، ونخل «بيسان» وما إذا كان يطرح، وعن ماء بئر «زعر» هل نضب؟. ويبدو أن بوار نخل بيسان وجفاف بئر «زعر» علامة من علامات خروجه، لذلك قال بعد أن علم أن الأمور على ما يرام: «لو أذن لى فى الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة». و«طيبة»، كما حدد النبى، صلى الله عليه وسلم، هى المدينة المنورة، وأما الكائن المقيد بالأغلال فهو المسيح الدجال.

نحن بصدد صور منبعها خيالات البشر، وبإمكانها أن تخلب لب أبناء عصور معينة دون أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجساسة وجزيرة الرعب الجساسة وجزيرة الرعب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon