توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المهدي» والأوهام القاتلة

  مصر اليوم -

«المهدي» والأوهام القاتلة

بقلم :د. محمود خليل

الظلال السياسية التى تغلب على أحاديث «المهدى» وتقرير أنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلئت جوراً وظلماً يؤشر إلى طبيعة السياق التى يروج فيها مثل هذا الخطاب.

فثمة مصالح سياسية معينة للسلطة التى حكمت المسلمين فى الترويج لفكرة «المهدى»، أبسطها أنها تدفع الشعوب إلى المكوث فى انتظار ظهوره، ليحل لهم مشاكلهم بعيداً عن أى جهد يبذلونه، فليس عليهم سوى الانتظار، وسلاطين المسلمين واثقون أن الشعوب تمكث فى انتظار ما لا يجىء.

لا تجاوز «فكرة المهدى» عتبة الوهم الذى يعشش فى عقول الشعوب وأفئدتها، وربط ظهوره بـ«آخر الزمان» يسلط الضوء بدرجة أكبر على جانب الوهم فيها، فلا أحد بالبداهة يعلم متى تنتهى الحياة على الأرض، وبالتالى فمهما طال الانتظار لا بد من المواصلة وعدم مراجعة الفكرة أو نقدها.

بإمكانك أن تحدد درجة وجاهة أى فكرة ذات طابع إسلامى أو جدواها بمعايرتها بما جاء فى القرآن الكريم، الكتاب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفكرة المهدى لا تجد صدى لها فى النص القرآنى الذى ينص على أن الهدى هدى الله، كما حكيت لك وأن الجنس البشرى كله ضعيف يستمد العون والهداية من الخالق العظيم.

الخطير فى الأمر أن رواج فكرة المهدى بين المسلمين أدى فى أوقات معينة إلى ظهور بعض المغامرين الذين زعم كل منهم أنه المهدى المنتظر الذى ابتعثه الله ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وطلب من المسلمين مبايعته بين الركن والحرم. حوادث كثيرة شهدتها المجتمعات الإسلامية، ومن بينها مصر، اقترنت بظهور شخص يدعى أنه المهدى، لعل أخطرها واقعة الحرم المكى عام 1979.

كان ذلك على رأس العام الهجرى 1400، أى قبل ما يقرب من 43 سنة من اليوم، حين احتل جهيمان العتيبى بيت الله الحرام بقوة السلاح، وأعلن ظهور المهدى المنتظر، وهو زوج شقيقته محمد بن عبدالله القحطانى، وطالب المسلمين بمبايعته بين الركن والحرم، وظل يسيطر على الحرم لعدة أيام، وثار خلاف يومها فى الشارع المسلم حول الهجوم عليه وإخراجه وأتباعه بالقوة، خصوصاً أنهم تمكنوا من إدخال كمية كبيرة من السلاح داخل عدد من النعوش خلال فجر اليوم الأول من شهر المحرم من القرن الهجرى الخامس عشر، وحسمت المسألة بالتدخل ليتم القبض على جهيمان ويقتل المهدى المنتظر.

قبلها بعامين -عام 1977- شهدت مصر حادثة شبيهة، حين أسس شكرى مصطفى جماعة أطلق عليها «جماعة المسلمين» واشتهرت بين الناس باسم «التكفير والهجرة»، وأعلن نفسه مهدياً منتظراً وقام باختطاف الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق وقتله، وتم القبض على القاتل ونفذ فيه حكم الإعدام.

سقط فى هاتين الواقعتين العديد من القتلى والجرحى، وزادت الأوضاع سوءاً فى العالم الإسلامى، جراء ممارسات هؤلاء المغامرين، لكن العقول التى تقتات على «الوهم» لا تتعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المهدي» والأوهام القاتلة «المهدي» والأوهام القاتلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon