توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المهدي» والأوهام القاتلة

  مصر اليوم -

«المهدي» والأوهام القاتلة

بقلم :د. محمود خليل

الظلال السياسية التى تغلب على أحاديث «المهدى» وتقرير أنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلئت جوراً وظلماً يؤشر إلى طبيعة السياق التى يروج فيها مثل هذا الخطاب.

فثمة مصالح سياسية معينة للسلطة التى حكمت المسلمين فى الترويج لفكرة «المهدى»، أبسطها أنها تدفع الشعوب إلى المكوث فى انتظار ظهوره، ليحل لهم مشاكلهم بعيداً عن أى جهد يبذلونه، فليس عليهم سوى الانتظار، وسلاطين المسلمين واثقون أن الشعوب تمكث فى انتظار ما لا يجىء.

لا تجاوز «فكرة المهدى» عتبة الوهم الذى يعشش فى عقول الشعوب وأفئدتها، وربط ظهوره بـ«آخر الزمان» يسلط الضوء بدرجة أكبر على جانب الوهم فيها، فلا أحد بالبداهة يعلم متى تنتهى الحياة على الأرض، وبالتالى فمهما طال الانتظار لا بد من المواصلة وعدم مراجعة الفكرة أو نقدها.

بإمكانك أن تحدد درجة وجاهة أى فكرة ذات طابع إسلامى أو جدواها بمعايرتها بما جاء فى القرآن الكريم، الكتاب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفكرة المهدى لا تجد صدى لها فى النص القرآنى الذى ينص على أن الهدى هدى الله، كما حكيت لك وأن الجنس البشرى كله ضعيف يستمد العون والهداية من الخالق العظيم.

الخطير فى الأمر أن رواج فكرة المهدى بين المسلمين أدى فى أوقات معينة إلى ظهور بعض المغامرين الذين زعم كل منهم أنه المهدى المنتظر الذى ابتعثه الله ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وطلب من المسلمين مبايعته بين الركن والحرم. حوادث كثيرة شهدتها المجتمعات الإسلامية، ومن بينها مصر، اقترنت بظهور شخص يدعى أنه المهدى، لعل أخطرها واقعة الحرم المكى عام 1979.

كان ذلك على رأس العام الهجرى 1400، أى قبل ما يقرب من 43 سنة من اليوم، حين احتل جهيمان العتيبى بيت الله الحرام بقوة السلاح، وأعلن ظهور المهدى المنتظر، وهو زوج شقيقته محمد بن عبدالله القحطانى، وطالب المسلمين بمبايعته بين الركن والحرم، وظل يسيطر على الحرم لعدة أيام، وثار خلاف يومها فى الشارع المسلم حول الهجوم عليه وإخراجه وأتباعه بالقوة، خصوصاً أنهم تمكنوا من إدخال كمية كبيرة من السلاح داخل عدد من النعوش خلال فجر اليوم الأول من شهر المحرم من القرن الهجرى الخامس عشر، وحسمت المسألة بالتدخل ليتم القبض على جهيمان ويقتل المهدى المنتظر.

قبلها بعامين -عام 1977- شهدت مصر حادثة شبيهة، حين أسس شكرى مصطفى جماعة أطلق عليها «جماعة المسلمين» واشتهرت بين الناس باسم «التكفير والهجرة»، وأعلن نفسه مهدياً منتظراً وقام باختطاف الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق وقتله، وتم القبض على القاتل ونفذ فيه حكم الإعدام.

سقط فى هاتين الواقعتين العديد من القتلى والجرحى، وزادت الأوضاع سوءاً فى العالم الإسلامى، جراء ممارسات هؤلاء المغامرين، لكن العقول التى تقتات على «الوهم» لا تتعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المهدي» والأوهام القاتلة «المهدي» والأوهام القاتلة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon