توقيت القاهرة المحلي 17:17:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاتل أخيه

  مصر اليوم -

قاتل أخيه

بقلم: د. محمود خليل

يعلق أغلب المؤرخين مسألة غرق الأمير أحمد رفعت فى رقبة الوالى سعيد باشا، ويقولون إنه فعل ذلك لأمر نقمه عليه، وحقيقة الأمر أن سعيداً لم يكن صاحب مصلحة فى ذلك، كما أن موقع ولى العهد فى ذلك الوقت لم يكن بالخطورة ما دام الوالى على قيد الحياة، وبالتالى لم يكن هناك ما يبرر الصراع بين الجالس على العرش وولى عهده، فعباس حلمى الأول ظل معدوم الذكر حتى مات إبراهيم باشا، وسعيد ظل كذلك حين كان ولياً لعهد عباس. فما الذى استجد فى العلاقة بين الطرفين فى عصر سعيد؟

الأرجح أن سعيد باشا لم يرتب لإغراق الأمير أحمد رفعت فى بحر النيل، ربما كان شقيقه الأمير إسماعيل هو من فعل، فقد كان صاحب المصلحة الوحيد فى اختفاء «رفعت»، لأنه سيجلس مكانه على مقعد ولى العهد. وثمة دليل واضح على ذلك يذكره «يعقوب شاروبيم» فى كتابه «الكافى فى تاريخ مصر»، فقد نقل عن أحد مماليك أحمد رفعت أن أحد الرجال العاملين بديوان سعيد باشا دخل عربة القطار التى يجلس فيها الأمير إسماعيل وهمس فى أذنه، بعدها التفت إسماعيل إلى أحد أتباعه وقال: أنزلوا متاعى فقد عدلت عن السفر، فقال له أخوه الأمير مصطفى فاضل: إن كان ولا بد فإنى مرافقك ونزلا معاً.

هذه الواقعة تقول إن «إسماعيل» إن لم يكن ضالعاً بمفرده فى إغراق شقيقه أحمد رفعت، فهو فى أقل تقدير متواطئ مع الخديوى سعيد لإنفاذ الجريمة، والقرار الذى اتخذه مصطفى فاضل بالنزول من القطار حين قرر «إسماعيل» إنزال متاعه يدل على شعور اجتاحه بوجود شىء خطير غامض يتم الترتيب له، وأن شقيقه إسماعيل لديه علم به، ولعلمه بمكر أخيه قرر النزول فوراً من القطار.

والمتابع للأحداث التى لحقت بواقعة غرق الأمير أحمد رفعت، وعلى رأسها وفاة الوالى سعيد باشا نفسه، يستطيع أن يخلص إلى أن الترتيب كان ترتيب إسماعيل ولا أحد غيره. فقد مات سعيد بعد ما يقرب من 7 أشهر من وفاة الأمير أحمد رفعت، فالمعلومات كانت تتدفق على «إسماعيل» عن سوء الحالة الصحية لسعيد وأن من الوارد وفاته فى أى لحظة، ليرث الأمير أحمد رفعت العرش، وتفوت عليه بشكل نهائى فرصة تولى الحكم، لأن أحمد رفعت كان شاباً، وربما فكر مثله أن يضع الحكم فى أبنائه وحرمان ذرية محمد على باشا الكبير من ذلك.

يقول «شاروبيم»: «لما ثقل المرض بسعيد باشا واشتدت علته وجاء خبر ذلك إلى إسماعيل وهو بالقاهرة سيّر إلى الإسكندرية أحد المقربين إليه من جماعة الفرنسيس واسمه ديرفيور ليرسل إليه بأخبار سعيد باشا فى كل يوم، ومنّاه بالأمانى الكثيرة والعطاء الجزيل إن هو بعث إليه بخبر وفاته، فلما كان صباح تاسع عشر يناير أرسل إليه يقول أعدوا البيت فقد عزم الساكن على الرحيل».

ظنى أن أصابع إسماعيل ليست بعيدة عن مسألة قتل شقيقه الأمير أحمد رفعت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل أخيه قاتل أخيه



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon