توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيل الحرب والسلام

  مصر اليوم -

جيل الحرب والسلام

بقلم - د. محمود خليل

الجيل "إكس" - من مواليد الستينات - هو آخر جيل عاصر الحروب بين مصر وإسرائيل، تفتحت طفولته المبكرة على هزيمة 1967، ولمح إحساس الانكسار وهو يسكن أعين الكبار، وحالة الحزن العام التي كست وجه الحياة في مصر وقتها، والصراخ الباكي في الشوارع لأصوات تطالب بالثأر واسترداد الأرض والكرامة، وكلمة هنحارب المحفورة بالطباشير والأضافير على حوائط المباني وجدران البيوت.

ولما مات جمال عبد الناصر أواخر عام 1970 ارتج الوجدان الطفولي لهذا الجيل كرد فعل للهزة العامة التي ضربت وجدان الكبار، وأخذ يبكي معهم على الزعيم الذي بني العروبة طوبة طوبة: "ابكي ايكي يا عروبة.. ع اللي بناكي طوبة طوبة".. وينشد مع الكبار لحبيب الملايين: "الوداع يا جمال يا حبيب الملايين".. لم يكن هذا الجيل يعرف عن جمال عبد الناصر -في ذلك الوقت- غير اسمه وصورته، التي كانت معلقة فوق الحوائط داخل العديد من البيوت.

عرف هذا الجيل "السادات" جيداً، وذلك في طفولته المتأخرة ومراهقته، واهتز مع القرارات التي صنع بها زعامته، وعلى رأسها قرار الحرب في أكتوبر.

عاش حدث الحرب، ورسخت في وجدانه أغانيها، وانطبعت بذاكرته صورة الرئيس "السادات" وهو يرتدي بزة الحرب، ومن حوله قادة القوات المسلحة، ارتج وجدانه وهو يسمع الحوار الخالد بين أنور السادات واللواء أحمد بدوي -وقتها- حول المقاومة الباسلة التي خاضتها مدينة السويس، حفظ عن ظهر قلب الكثير من الجمل التي كان يكررها الرئيس السادات حول العبور فوق الجسر الفاصل بين اليأس والرجاء.

تربى هذا الجيل في طفولته على الحرب كجزء من الحياة، وكقدر مكتوب على أهل هذا البلد، سوف يأتي عليهم الدور ليعيشوه، وبينما كان يتبخترون في طفولتهم إذا "بجردل ميه ساقعة" يسكب على وجدانهم الساخن فيصيبه برعشة، حين قرر "السادات" زيارة إسرائيل 1977، وكان ما أعقب ذلك من اتفاق حول مبادىء السلام في كامب دافيد 1978، ثم اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.

عاش الجيل حالة الوجوم التي عاشها الكبار خلال هذه السنوات وهم يسمعون من يطالبهم بنسيان العداء لإسرائيل، والعبور فوق الحاجز النفسي الذي يفصل بينهم وبين السلام.انتهى المشهد عام 1981 باغتيال الرئيس السادات، وسط حالة شعبية من الوجوم والخوف واهتزاز اليقين في المستقبل، وتسلم الرئيس مبارك -رحمه الله- راية الرياسة، ومعها استلم هذا الجيل الذي كان يترواح عمره أيامها ما بين الـ18- 20 عاماً، ليسلمه وهو في الـ50 من عمره أو على مشارف الخمسين، عقب ثورة يناير 2011.

وطيلة الأعوام الثلاثين التي حكمها مبارك نسي المصريون موضوع الحرب مع إسرائيل، وبدأت الأجيال الجديدة تتربى على حروب جديدة بين العرب وبعضهم البعض، مع دخول أطراف أجنبية على خط المنطقة لتخوض حروباً لصالح دول معينة ضد أخرى.

ولأنه مكتوب على هذا الجيل أن ينتهي عند نفس النقطة التي بدأ منها، ها نحن أولاء إزاء تهديد نعيشه منذ أسابيع على حدودنا الشرقية، والأحاديث تتواتر حول الموضوع القديم الذي تجدد فجأة، حول "حرب إسرائيل".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل الحرب والسلام جيل الحرب والسلام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon