توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ركوب العالم الجديد

  مصر اليوم -

ركوب العالم الجديد

بقلم - محمود خليل

تحولات عديدة كانت تقع فى المجتمع المصرى منذ أواخر السبعينات، فى وقت كان أبناء جيل الثمانينات فيه غارقين فى التعليم، وقراءة الكتب، ومراكمة المؤهلات، التى يمكن أن تأخذ بيدهم إلى عالم الوظيفة وبناء الحياة.

أغلب أبناء هذا الجيل تخرجوا فى المدارس الحكومية، وعاصروا التعليم فى فترة ساد فيها توجه عام رافض لكل ما هو أجنبى، ومن ضمن ذلك اللغات طبعاً، أهملت المدارس تعليم اللغات الأجنبية، خصوصاً الإنجليزية، وتم تأخير مقررات تعليم اللغة الأجنبية إلى الصفوف الإعدادية، ثم الثانوية (إجماليها ست سنوات)، بعد أن كان تدريس اللغات يتم منذ مرحلة مبكرة فى العصر الملكى، وكانت النتيجة ضعف مستوى الخريجين فى اللغة الإنجليزية.

مَن انخرط من جيل الثمانينات فى دراسة اللغة الإنجليزية داخل كليات الآداب أو الألسن أو غيرها أدرك حجم الكارثة التى كان يعيشها تعليم اللغات بالمدارس، ومن سافر منهم إلى الخارج أدرك حجم المحنة التى يعيشها تعليم اللغات بالجامعات.

جيل الثمانينات لم يعرف طيلة رحلة تعليمه ما يسمى بالمدارس الخاصة أو الأجنبية التى تهتم بتعليم اللغات منذ مرحلة الروضة، وتعتمد الإنجليزية كلغة لتعليم المقررات التى تعلّمها المدارس الحكومية باللغة العربية، مثل العلوم والرياضيات. المدارس الأجنبية والخاصة فى تلك الفترة كانت محدودة العدد، وتستوعب بضع عشرات من الطلاب، مقابل الآلاف المؤلفة التى تستوعبها المدارس الحكومية، ولم يدخل الأجنبى منها سوى أولاد الطبقة التى تمثل قمة الهرم السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى مصر، أما الخاص فلم يدخله سوى أصحاب المستوى التعليمى الضعيف من خريجى المدارس الحكومية، الذين لم يحققوا مجموعاً يساعدهم على القبول فى المدرسة الإعدادية أو الثانوية الحكومية. وبالتالى كانت المدرسة الخاصة فى ذلك الوقت مأوى الفشلة.

مع مطلع الثمانينات أخذت خريطة التعليم فى الاختلاف، فقد بدأت الدولة ترفع يدها عن التعليم، وتشجع رأس المال الخاص على إنشاء المدارس الخاصة التى تقدم التعليم الأجنبى، فنشأت المدارس الخاصة، وتوسعت المدارس الأجنبية، وبدأت تدفع بجيل مختلف من المتعلمين أكثر إجادة -ولو بصورة نسبية- للغة الأجنبية من خريجى المدارس الحكومية من جيل الثمانينات.

طيلة الستينات والسبعينات لم يكن مستوى الخريج فى اللغة الأجنبية يفرق كثيراً فى تعيينه، فى ظل سيطرة فكر القطاع العام على دولاب الدولة، ومحاربة كل ما هو أجنبى، لكن أموراً كثيرة اختلفت منذ النصف الثانى من السبعينات، وحتى ركوب مصر قطار الخصخصة الذى يقوده رجال الأعمال، إذ أصبحت اللغة وسيلة من وسائل ركوب العالم الجديد، وتعامل جيل الثمانينات مع هذه المشكلة بصورة فردية، فكل شخص حاول أن يوجد لنفسه خلاصاً فردياً، وهناك من نجح بشكل كامل فى ذلك، وهناك من نجح بدرجة متوسطة، وهناك من لم ينجح. من أفلح ركب، ومن فشل صار مركوباً من مراكيب العصر القديم، ولم يكن يفصل ما بين العصرين القديم والجديد فى ذلك الحين أكثر من عقد من الزمان، هو عقد الثمانينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ركوب العالم الجديد ركوب العالم الجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon