توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين؟

  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين

بقلم - محمود خليل

اهتز غالبية المصريين بعنف وهم يتابعون تفاصيل جريمة قتل طالب المنصورة لزميلته التى رفضت حبه، ومن قبل ارتجف الناس وهم يقرأون عن الأم التى قتلت أطفالها الثلاثة وحاولت الانتحار، وكذلك حين سمعوا عن قيام شاب بقتل والده وأربعة من أشقائه بسبب الخلاف على ميراث، ناهيك عن حوادث أخرى عديدة مرعبة.

السؤال الذى قفز على لسان الجميع مع تواتر هذه الحوادث وارتفاع منسوب بشاعتها وتنوع مسارحها دفع الكثيرين إلى السؤال: ماذا حدث للمصريين؟

هذا السؤال قديم متجدد، فما بين عامى 1996 و1997 كتب المفكر الراحل جلال أمين سلسلة مقالات حول التحولات التى طرأت على المجتمع المصرى، جمعها فيما بعد فى كتاب عنوانه «ماذا حدث للمصريين؟».

سؤال «ماذا حدث للمصريين؟» طرحته فى الأصل مجلة «الهلال» أيام كانت الصحافة تؤمن بدورها فى الاشتباك مع قضايا المجتمع.

توقف جلال أمين أمام عدة عبارات تلخص لك تعابير الأزمة التى عاشتها مصر أواخر التسعينات، مثل «محنة الاقتصاد المصرى»، و«مأزق السياسة فى مصر»، و«تدهور الأخلاق والقيم»، و«انحطاط الثقافة».

تناول «أمين» مجموعة من العوامل التى ساهمت فى إحداث العديد من التحولات داخل البيئة الاجتماعية للمصريين، مثل الانفتاح الاقتصادى بدءاً من العام 1974، والهجرة إلى بلاد النفط، وعمليات التغريب الناتجة عن التعرض للإعلام الأجنبى، وغير ذلك.

الكتاب فى حينه مثّل محاولة متأنية لقراءة التحولات التى تقع داخل المجتمع المصرى، والسؤال الذى طرحته مجلة الهلال وأغرى المفكر الراحل بالإجابة عنه كان سؤالاً خطيراً فى وقته، وقد اجتهد الرجل فى الإجابة عنه كل الاجتهاد، وعبّر فى سيرته الذاتية عن دهشته حين وجد أن هذا الكتاب هو الأكثر توزيعاً بين ما ألفه من كتب.

اهتمام المصريين بتداول وقراءة الإجابات التى قدمها «أمين» على السؤال ينهض كدليل قاطع على أن الناس قبل ما يزيد على عقدين من الزمان كانوا يبحثون عن فهم لما يقع حولهم من تحولات اجتماعية واقتصادية أصابت المجتمع، وأدت إلى خلخلة أخلاقياته تحت معول الاستهلاك، وانحطاط ثقافته تحت معول التفاهة، ناهيك عن ارتباك أوضاعه جرّاء الأزمات السياسية والاقتصادية التى عاشها.

تشريح العوامل الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التى ساهمت فى إحداث هذه التحولات قد يسهم فى تفسير ما حدث للمصريين، لكنه لا يقدم إجابة حاسمة عن السؤال، خصوصاً أنه يركز على عوامل لم تزل قائمة فى حياة المصريين منذ فجر التاريخ، مثل المحن الاقتصادية، وعوامل الهجرة والنزوح، وحالات الاختناق السياسى، وحالات السيولة التى تصيب المنظومات الدينية والثقافية والأخلاقية.

كل هذه العوامل وغيرها حاضر فى تاريخ مصر، لكن مستويات تلقيها ومعدلات التأثر بها تختلف من جيل إلى جيل، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فهناك أجيال عاشت فى ظلال هذه المشكلات وغيرها، لكنها لم تستقبلها بالصورة نفسها، ولم ترسخ آفاتها فى النفوس بحيث تؤدى إلى تحولات خطيرة تدفع الناس إلى الارتجاف أو الارتعاب مما يحدث حولهم، وهناك أجيال أخرى عكس ذلك.

ظنى أن تفسير ما حدث للمصريين توقف عند العوامل التى قفزت على سطح الحياة فى مصر خلال عقود الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، وهى فى أغلبها عوامل اقتصادية وسياسية كان لها صدى مدوٍّ على حياة الناس وثقافتهم وأخلاقياتهم وأنماط سلوكهم، وأهمل فى المقابل عوامل أخرى (نفسية وتكنولوجية) عديدة بدأت تفرض نفسها خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة، وكان لها أثر خطير على أهالى المحروسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للمصريين ماذا حدث للمصريين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon