توقيت القاهرة المحلي 04:56:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين؟

  مصر اليوم -

ماذا حدث للمصريين

بقلم - محمود خليل

اهتز غالبية المصريين بعنف وهم يتابعون تفاصيل جريمة قتل طالب المنصورة لزميلته التى رفضت حبه، ومن قبل ارتجف الناس وهم يقرأون عن الأم التى قتلت أطفالها الثلاثة وحاولت الانتحار، وكذلك حين سمعوا عن قيام شاب بقتل والده وأربعة من أشقائه بسبب الخلاف على ميراث، ناهيك عن حوادث أخرى عديدة مرعبة.

السؤال الذى قفز على لسان الجميع مع تواتر هذه الحوادث وارتفاع منسوب بشاعتها وتنوع مسارحها دفع الكثيرين إلى السؤال: ماذا حدث للمصريين؟

هذا السؤال قديم متجدد، فما بين عامى 1996 و1997 كتب المفكر الراحل جلال أمين سلسلة مقالات حول التحولات التى طرأت على المجتمع المصرى، جمعها فيما بعد فى كتاب عنوانه «ماذا حدث للمصريين؟».

سؤال «ماذا حدث للمصريين؟» طرحته فى الأصل مجلة «الهلال» أيام كانت الصحافة تؤمن بدورها فى الاشتباك مع قضايا المجتمع.

توقف جلال أمين أمام عدة عبارات تلخص لك تعابير الأزمة التى عاشتها مصر أواخر التسعينات، مثل «محنة الاقتصاد المصرى»، و«مأزق السياسة فى مصر»، و«تدهور الأخلاق والقيم»، و«انحطاط الثقافة».

تناول «أمين» مجموعة من العوامل التى ساهمت فى إحداث العديد من التحولات داخل البيئة الاجتماعية للمصريين، مثل الانفتاح الاقتصادى بدءاً من العام 1974، والهجرة إلى بلاد النفط، وعمليات التغريب الناتجة عن التعرض للإعلام الأجنبى، وغير ذلك.

الكتاب فى حينه مثّل محاولة متأنية لقراءة التحولات التى تقع داخل المجتمع المصرى، والسؤال الذى طرحته مجلة الهلال وأغرى المفكر الراحل بالإجابة عنه كان سؤالاً خطيراً فى وقته، وقد اجتهد الرجل فى الإجابة عنه كل الاجتهاد، وعبّر فى سيرته الذاتية عن دهشته حين وجد أن هذا الكتاب هو الأكثر توزيعاً بين ما ألفه من كتب.

اهتمام المصريين بتداول وقراءة الإجابات التى قدمها «أمين» على السؤال ينهض كدليل قاطع على أن الناس قبل ما يزيد على عقدين من الزمان كانوا يبحثون عن فهم لما يقع حولهم من تحولات اجتماعية واقتصادية أصابت المجتمع، وأدت إلى خلخلة أخلاقياته تحت معول الاستهلاك، وانحطاط ثقافته تحت معول التفاهة، ناهيك عن ارتباك أوضاعه جرّاء الأزمات السياسية والاقتصادية التى عاشها.

تشريح العوامل الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التى ساهمت فى إحداث هذه التحولات قد يسهم فى تفسير ما حدث للمصريين، لكنه لا يقدم إجابة حاسمة عن السؤال، خصوصاً أنه يركز على عوامل لم تزل قائمة فى حياة المصريين منذ فجر التاريخ، مثل المحن الاقتصادية، وعوامل الهجرة والنزوح، وحالات الاختناق السياسى، وحالات السيولة التى تصيب المنظومات الدينية والثقافية والأخلاقية.

كل هذه العوامل وغيرها حاضر فى تاريخ مصر، لكن مستويات تلقيها ومعدلات التأثر بها تختلف من جيل إلى جيل، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فهناك أجيال عاشت فى ظلال هذه المشكلات وغيرها، لكنها لم تستقبلها بالصورة نفسها، ولم ترسخ آفاتها فى النفوس بحيث تؤدى إلى تحولات خطيرة تدفع الناس إلى الارتجاف أو الارتعاب مما يحدث حولهم، وهناك أجيال أخرى عكس ذلك.

ظنى أن تفسير ما حدث للمصريين توقف عند العوامل التى قفزت على سطح الحياة فى مصر خلال عقود الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، وهى فى أغلبها عوامل اقتصادية وسياسية كان لها صدى مدوٍّ على حياة الناس وثقافتهم وأخلاقياتهم وأنماط سلوكهم، وأهمل فى المقابل عوامل أخرى (نفسية وتكنولوجية) عديدة بدأت تفرض نفسها خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة، وكان لها أثر خطير على أهالى المحروسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للمصريين ماذا حدث للمصريين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon