توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزواج بـ«شهادة»

  مصر اليوم -

الزواج بـ«شهادة»

بقلم: د. محمود خليل

لفتنى فى مشروع قانون «الفحص الطبى الشامل قبل الزواج» النص الذى يفرض على كل من الزوجين اجتياز دورة للتأهيل النفسى والاجتماعى قبل إتمام إجراءات الزواج.

حدد المشروع الجهة المنوط بها القيام بهذه المهمة فى إدارة سيتم استحداثها، اسمها إدارة التأهيل النفسى والاجتماعى، يعين فيها مجموعة من الخبراء النفسيين والاجتماعيين، من المتوقع أن يكونوا مسئولين عن تنظيم وتنفيذ أدوات التأهيل.

لا أستطيع أن أقلل من دور عملية التأهيل فى إعداد الشباب والشابات للزواج.. فالجيل الجديد أحياناً ما يعانى من مشكلات عدم نضج أو قلة وعى بمتطلبات ومسئوليات تكوين أسرة وفتح بيت جديد، لكننى أستغرب من أن يتم ذلك من خلال جهة مسئولة تمنح شهادات اجتياز لدورات تأهيلية.

لدينا كمجتمع العديد من الخبرات السيئة مع مسائل التأهيل والحصول على الشهادات، فأحياناً ما يحصل عليها البعض بطرق غير منضبطة لا تنبئ عن نيلهم إعداداً أو تأهيلاً أو معرفة، ويفعل ذلك بعض من يميلون إلى سد فم من يطلب منهم شهادة فى وقت لا يوجد لديهم الرغبة فى القيام بمتطلباتها.

مسألة التأهيل مطلوبة، ولا شك، لكننى لا أظن أن الدورات التدريبية ستكون مجدية فى تحقيقها.

زمان كانت مسألة التأهيل للزواج تتم من خلال الأب والأم.. مسئولية الأب توعية الابن المقدِم على الزواج، ومنه يتلقى «العريس» التوصيات النافعة له فى إدارة حياته الجديدة، ومسئولياته كزوج، ثم مسئولياته بعد ذلك كأب.. ومسئولية الأم توعية الابنة، ومنها تتلقى «العروسة» التوصيات المتصلة بكيفية التعامل مع الزوج، وما يتوجب عليها إزاء أبنائها حين يرزقها الله تعالى بأطفال.. أين دور الأب والأم الآن؟

زمان كان الإعلام يقوم بدور أيضاً فى التوعية الأسرية المتواصلة، وتأهيل أطراف معادلة الزواج أو الأسرة بما يتوجب على كل منهما لبناء حياة سعيدة.. جميعنا يذكر برنامج «إلى ربات البيوت» والحديث الخصب الدافئ للراحلة الكبيرة «صفية المهندس» والذى أنصتت إليه آذان أجيال بعد أجيال عبر أثير الإذاعة.. أين دور الإعلام اليوم؟

زمان كانت المدرسة تقوم بدور فى تأهيل النشء للأدوار المتوقعة منهم كأزواج وزوجات المستقبل عبر حصة تعليمية عنوانها «التدبير المنزلى» وحصص أخرى عديدة تستهدف التوعية بكيفية إدارة البيوت.. ثمة أجيال تذكر أيضاً أن أحد كتب القراءة أو النصوص كان يشتمل على نص تحت عنوان: «وصية أم لابنتها قبل الزواج» يشتمل على 10 نصائح تقدمها الأم للابنة فبل أن تذهب إلى بيت زوجها.. وأظن أن هذا النص غير موجود حالياً ضمن مقررات اللغة العربية فى مرحلة التعليم الثانوى.

وتقديرى أن التركيز فى النصح على الابنة لم يكن يعد تحيزاً من جانب واضعى المناهج فى الماضى، فالزوجة هى رمانة الميزان داخل الأسرة، وهى دوماً القادرة على ضبط إيقاع الحياة المنزلية.. والسؤال أين دور المدارس فى التوعية بهذه الأدوار الآن؟

لو كان التأهيل يتم بدورة لهانت الأمور، ولكان من الممكن استيعاب فكرة الزواج بشهادة، إعمالاً للمبدأ المصرى العتيد: «بلد شهادات صحيح».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزواج بـ«شهادة» الزواج بـ«شهادة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon