توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب العالمية

  مصر اليوم -

الحرب العالمية

بقلم: د. محمود خليل

لم يعِش جيل من الأجيال التى تحيا تحت سماء مصر أو تحت سقف العالم -حالياً- «حرباً عالمية».. أحداث متفاوتة عاشتها الأجيال التى يتراوح عمرها ما بين سن البلوغ حتى سن التسعين عاماً لم يكن من بينها حرب كبرى، فمن يخطو فى بدايات العقد العاشر من العمر، أطال الله أعمار الجميع، هو من مواليد عام 1932 وما بعدها، ما يعنى أنه مولود بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وكان عمره لا يزيد على 7 أعوام عند اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939).

أجيال عديدة عاشت أجواء الحرب الباردة، وما اقترن بها من صراع بين القوتين العظميين المتمثلتين فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى (أطلق عليهما المرحوم محمد حسنين هيكل خطأ القوتين الأعظم).

أغلب أجيال المصريين الذين عاصروا الحربين الكبريين الأولى والثانية طواهم الموت، رحمة الله عليهم أجمعين.. وقد عانوا خلال هذين الحدثين الكبيرين أشد المعاناة، رغم أن مصر لم تكن -واقعياً- مصطفة مع هذا الطرف أو ذاك من الأطراف التى رفعت أشد أنواع الأسلحة فتكاً فى وجه بعضها البعض.

لا تجد وصفاً لصدى الحرب العالمية الثانية على المصريين مثل ذاك الذى تجده عند نجيب محفوظ فى روايته «خان الخليلى»، ويحكى فيها قصة أسرة «عاكف أفندى» مع تداعيات هذه الحرب، حيث كانت تعيش فى السكاكينى بالقرب من معسكرات الإنجليز، وأزعجتها عمليات القصف الجوى التى تمارسها قوات المحور هناك، فاضطرت للانتقال إلى حى الحسين للعيش فى حمى سبط النبى صلى الله عليه وسلم.

كان حى الحسين من وجهة نظر «عاكف أفندى» أكثر أماناً من أية بقعة أخرى فى مصر، وكان يرى أن «هتلر» ورجاله يدركون جيداً مقام الحسين، وموقعه من قلوب المصريين، وأنهم ليسوا من السذاجة بحيث يوجهون قنابلهم إلى حيث يرقد رأسه الشريف، مما قد يتسبب فى استفزاز المصريين، ويدفعهم إلى الغضب عليهم، فيخسرون هتافهم لهتلر وبحياة هتلر، وانحياز بعضهم للألمان، ظناً منهم أنهم وحدهم القادرون على إجلاء الإنجليز الذين يجثمون على أرضهم منذ عقود.

وكما وصل صدى الحرب العالمية الأولى لأجيال المصريين التى عاصرتها، حين تم تجنيد الآلاف منهم ضمن «أنفار السلطة»، وأيام أصيب عدد منهم بعدوى الإنفلونزا الإسبانية نتيجة الاحتكاك بالجنود الإنجليز وغيرهم من الأجانب القادمين إلى مصر، فقد وصل صدى الحرب الثانية كاملاً إلى الجيل الذى عاصرها. وقد حكى نجيب محفوظ ما عانته الأسر المصرية فى ذلك الوقت من خلال أسرة «عاكف أفندى» بسبب الأزمة المعيشية التى ضربت الجميع فى ذلك الوقت.

فمثل كل الأسر المصرية، كانت أسرة «عاكف أفندى» تعانى من قلة المال المتوفر فى اليد، بسبب أحداث الحرب. فقد أدى شُح الاستيراد وقلة الأعمال وتوقف المشروعات إلى غلاء مستطير ودخل قليل، ورغم كل هذا الضيق فإن أسرة «عاكف» لم تتخلَّ عن الطقوس التى تعودت عليها وهى تستقبل شهر رمضان.

فالمصرى تعوَّد على طقوس معينة خلال هذا الشهر، وليس لديه أى نوع من التسامح فى إتيانها؛ فالعادة غلابة، ولا يوجد قانون فى حياة الإنسان أقوى من قانون العادة، بما فى ذلك «التعود على الحرب».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب العالمية الحرب العالمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon