توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أنجشة».. حين طربت الإبل

  مصر اليوم -

«أنجشة» حين طربت الإبل

بقلم - محمود خليل

 

المتأمل لسيرة «الحبش» ممن آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أن ثمة قاسماً مشتركاً فيما بينهم، يتمثل فى «حلاوة الصوت». والظاهر أن سراً ما ميزهم بالأصوات الجميلة عمن عداهم من المؤمنين، ذوى الأصول العربية، أو الفارسية، أو الرومية، أو غير ذلك.

نبدأ بصحابى جليل منهم لم يشتهر فى كتب السيرة والحديث سوى بفقرة أو فقرتين، ولا تكاد تظفر بعد ذلك بأى تفاصيل أخرى عنه.. إنه «أنجشة» حادى قوافل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اشتهر اسم «أنجشة» بذلك الحديث الذى ذكره «ابن كثير» فى البداية والنهاية: عن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى مسير وكان حاد يحدو بنسائه أو سائق، قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه، فقال: يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير. وهذا الحديث فى الصحيحين.

الحادى هو قائد القافلة، الذى يتقدم الإبل، ويستحثها على السير من خلال الغناء، وكلما كان صوته عذباً شدّت الإبل فى السير. والواضح أن صوت «أنجشة» كان من العذوبة بمكان كبير، وما إن كان ينطلق بالغناء حتى تطرب الإبل وتجدّ فى السير. ولك أن تتخيل وقع أو أثر صوت، يحرك الإبل، على البشر الذين يسمعون.

والواضح أن النبى صلى الله عليه وسلم حين طلب من أنجشة «الرفق بالقوارير» لم يرد منه التوقف عن الغناء، بل أراد التخفيف من روعته، وحدة الطرب الغالبة عليه، حتى تهدأ حركة الإبل، وبالتالى تطمئن النساء، ويزول عنهن الانزعاج الناتج عن حركة الإبل السريعة الطروبة. فالنبى كان يحب الأصوات الندية، ويحب الشعر والحداء، ويطرب للسماع الجيد النقى، ومن هنا كانت محبته لأنجشة صاحب الصوت الأخاذ الخلاب، وشدوه الذى يحرك القلب والمشاعر.

كان «أنجشة» عبداً حبشياً أسلم وآمن برسالة محمد، واختصه النبى بمهمة قيادة قافلة أمهات المؤمنين فى ترحالهن، والواقعة التى طلب فيها النبى منه «الرفق بالقوارير» كانت مرتبطة بحجة الوداع حين اصطحب أزواجه معه. ولست بحاجة إلى تذكيرك بأن أنجشة لم يكن الحبشى الوحيد الذى آمن بالإسلام، فهناك بلال بن رباح، وكان من أوائل المؤمنين، وهناك وحشى -قاتل حمزة- الذى آمن بعد فتح مكة، ومؤكد أن هناك أحباشاً آخرين كانوا على الإيمان، ولكن لم يشتهر ذكرهم، بسبب عدم وجود أحداث ناطقة بوجودهم.

وارتبط وجود الأحباش فى الجزيرة العربية بدخولهم إلى اليمن، وسيطرتهم عليها، حين تحركوا للاستيلاء على هذا البلد، بقيادة أرياط الحبشى ونائبه أبرهة، بعد مذبحة نجران الشهيرة، وبعد أن تخلص أبرهة من قائده «أرياط» استهدف البيت الحرام، وكان ما تعلمه من أحداث فى عام الفيل.

والواضح أن الحركة بين اليمن ومكة والعكس كانت على أشدها، كذلك بقى من الأحباش بعد واقعة الفيل أسرى وفلول، واصلت العيش فى مكة، كان من بينهم على سبيل المثال «حمامة» أم بلال رضى الله عنه، أنجبته من زوجها «رباح».. وهو أنه من سبى الحبشة أيضاً.

المهم أن الأصوات الجميلة المميزة كانت سمة تفرق الأحباش «المستعربين» عن غيرهم من أصحاب الأصول الأخرى.. والسؤال: ما السر فى ذلك؟.. تُرى هل كان ماء النيل الذى يجرى فى عروقهم ويرطب أوتار حناجرهم السر فى ذلك؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أنجشة» حين طربت الإبل «أنجشة» حين طربت الإبل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon