توقيت القاهرة المحلي 06:00:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطار المفاجآت

  مصر اليوم -

قطار المفاجآت

بقلم - محمود خليل

مثلت فترة التسعينات مرحلة فارقة فى حياة جيل الثمانينات خصوصاً، وفى تجربة الحكم المباركى عموماً.

بدا «مبارك» أشد قوة وأرسخ قدماً على كرسى الحكم مع مطلع التسعينات من القرن الماضى، فبعد مشاركته فى حرب تحرير الكويت حظى برضاء كامل من العديد من القوى الإقليمية والدولية، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، التى عبر صانع القرار بها فى أكثر من مناسبة عن رضاه عن الدور الذى أصبحت السلطة فى مصر تلعبه لمساعدته فى ضبط الأوضاع بالمنطقة، وكان للتحرر من قسم كبير من الديون الخارجية التى تراكمت خلال سنوات الثمانينات وإعادة جدولة ما تبقى منها، أثر ملموس على توفير أدوات للمناورة الاقتصادية أمام مبارك، يضاف إلى ذلك الهبات والمنح التى حصل عليها.

بدأت الأفكار التى ترددت فى بداية عصر مبارك تختفى. تراجعت الأحاديث عن نظافة اليد، وطهارة الجيب، والكفن الخالى من الجيوب، وشعارات: محاربة الفساد، والنظر إلى الحكم كعبء.

كل هذه الأفكار بدأت تتغير وبدأت البوصلة تتجه نحو الخصخصة وبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تبنته الحكومة للانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر.

تم تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وأفسح المجال للقطاع الخاص ليعمل بانطلاق وحرية فى إطار برنامج الخصخصة، وفتح الباب أمام المستثمرين العرب والأجانب ليساهموا فى تحريك عجلة الاقتصاد، فبدأت تتحرك بالفعل.

فى ظل هذه التحولات، بدأ أبناء جيل الثمانينات فى البحث عن فرص للحراك الاقتصادى. قلة منهم تمكنت من ركوب قطار القطاع الخاص الذى يقوده رجال الأعمال ممن أصبحوا أشهر وأبرز نجوم المجتمع، وباتوا يمتلكون نفوذاً خطيراً بعد أن انضموا إلى طبقة الحكم فى ذلك الوقت.

ركب قطار القطاع الخاص -من جيل الثمانينات- تلك الفئة التى تأثرت بجيل السبعينات الميال إلى وضع الشعارات والتنظيرات التى يرددها جيل الستينات جانباً، والاستناد إلى رؤية عملية للواقع، ترتكز على انتهاز أية فرصة للكسب أو للتحقيق. تعاملت هذه الفئة مع الواقع كما هو واقع، واجتهدت فى الاستفادة منه.

الفئة التى التحقت بقطار رجال الأعمال والمشروعات الاستثمارية (المحلية أو الأجنبية) - من جيل الثمانينات- استوعبت مجموعة الأدوات الجديدة التى لم تكتسبها خلال مرحلة التربية والتعليم فى الستينات والسبعينات والثمانينات، مثل إتقان لغة أجنبية، وامتلاك الأدوات المظهرية (لبس البراندات الأجنبية ونوع السيارات)، والأخطر والأهم الانتماء العائلى.

تباين أفراد هذه الفئة فى امتلاك الأدوات المطلوبة لركوب قطار رجال الأعمال الفاخر، وعلى حسب ما امتلك كل منهم من أدوات استطاع أن يجد لنفسه مكاناً فيه.

ركوب القطار كان كله منافع للباحثين عن فرص للتحقق المالى، لكن المنافع كانت تختلف طبقاً للأدوار.

مَن تكاملت فيه الأدوات (اللغة، وامتلاك حفنة من المال تساعد على امتلاك أدوات المظهرية، والانتماء إلى عائلة بالوراثة أو بالنسب) كان يندفع إلى الأمام ويجلس فى الدرجة الأولى ليصبح جزءاً من طبقة الحكم الذى يمثل رجال الأعمال درة التاج فيه، ويتمثل مؤشر التحقق فى هذه الحالة فى الدخل الكبير الذى يحصل عليه الفرد، نتيجة الوظيفة المتميزة التى حصل عليها، ومن يمتلك الأداتين الأولى والثانية يحدَّد له دور أقل بدخل أقل فى الدرجة الثانية، ومن يمتلك أداة واحدة من الأدوات فقد يجد لنفسه مكاناً بين الخدم أو الشغّيلة فى الدرجة الثالثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطار المفاجآت قطار المفاجآت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon