توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النصر للصامدين

  مصر اليوم -

النصر للصامدين

بقلم - د. محمود خليل

خرج وزير الدفاع الإسرائيلي بتصريح يؤشر إلى مرحلة متقدمة من مراحل الانفلات العصبي، قال فيه أنه سيتعامل مع الغزاويين مثلما يتعامل مع المخلوقات غير الآدمية، وسيحرمهم من الماء والكهرباء والغاز والانترنت والتليفونات.

البعض فسر ذلك في سياق صدمة الوزير مما حدث يوم 7 أكتوبر ومابعده، لكن ظني أن المسألة ليست كذلك، فالصدمة لم تكن أكثر من سياق هيأ له إظهار ما يسكن في صدره نحو بشر لهم مثل غيرهم الحق في الحياة، بشر سلبت منهم أرضهم، ليعيش عليها آخرون، ولا يجدون، عند الدفاع عن حقهم السليب، سوى حمم الطائرات.

يظن صانع القرار في تل أبيب أن خنق أهل غزة داخل مدينتهم هو الحل، متناسين أن أهل المدينة يعيشون منذ سنين تحت حصار محكم، ولولا الدور الذي تقوم به مصر في فك الحصار عنهم لتضاعف حجم معاناتهم.

هذه المرة يريد الإسرائيلي حصاراً من نوع جديد، يدمر فيه كل أدوات الحياة والمعيشة داخل المدينة ليخنق أهلها فيها.. والسؤال ماذا ستكون النتيجة؟خنق غزة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصلابة في مواجهة المحتل، بل وإذا كانت إسرائيل تعاني الآن ممافعلته بها المقاومة على مدار الأيام الماضية، فمعاناتها القادمة سوف تكون أضعافاً مضاعفة، وسوف تدفع أثماناً باهظة لما تفعله، لأنه في اللحظة التي سوف يفلت فيها المخنوق من بين أصابعك سوف تكون أنت بين أصابعه.

إحساس طرف من الأطراف بأنه قادر على حصار غيره وفرض ما يريد عليه لا يعدو أن يكون وهماً آخر من أوهام الشعور بـ"فائض القوة". لقد عاشت إسرائيل هذا الوهم بعد يونيو 1967، حين حاصرت الأرض التي احتلتها بالسواتر الترابية والأبراج العالية، وظنت أن حصونها التي تحصنت بها مانعة المصريين من أن يستردوا أرضهم السليبة ويعيدونها إلى حضن الوطن.

كل من عاصر السنوات الست الفاصلة ما بين 1967 و1973 يتذكر الحالة التي عاشها المصريون، وكيف كانت حياتهم شبه متوقفة، وتفكيرهم كله منصرف إلى مسألة واحدة، هي الإعداد للمعركة، نسي الناس كل شىء إلا الأرض السليبة، لم تفلح الضغوط التي مورست عليهم من عدوهم، ولا محاولات تحطيم روجهم المعنوية، لم تهزهم الأكاذيب التي كان يروج لها الإسرائيليون حول قدرة المصريين على تحرير أرضهم.

الاسرائيليون هم الذين صدقوا الكذبة التي كذبوها على أنفسهم، لذلك كانت مفاجأتهم كبيرة حين وجدوا المصريين يقفون فوق رؤوسهم في سيناء، بعد أن أفلحوا في كسر الحصار وعبور القناة وتدمير الساتر الترابي الذي اختبأوا وراءه.

كل محاولات الحصار والخنق الذي تقوم به إسرائيل لن تجدي مع الصمود الغزاوي شيئاً، وسيجني المحتل المزيد من الخسائر، ولن يكون أمام صانع القرار في تل أبيب سوى السير في الطريق الذي ساروا فيه بعد نصر أكتوبر 1973، بمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النصر للصامدين النصر للصامدين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon