توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النصر للصامدين

  مصر اليوم -

النصر للصامدين

بقلم - د. محمود خليل

خرج وزير الدفاع الإسرائيلي بتصريح يؤشر إلى مرحلة متقدمة من مراحل الانفلات العصبي، قال فيه أنه سيتعامل مع الغزاويين مثلما يتعامل مع المخلوقات غير الآدمية، وسيحرمهم من الماء والكهرباء والغاز والانترنت والتليفونات.

البعض فسر ذلك في سياق صدمة الوزير مما حدث يوم 7 أكتوبر ومابعده، لكن ظني أن المسألة ليست كذلك، فالصدمة لم تكن أكثر من سياق هيأ له إظهار ما يسكن في صدره نحو بشر لهم مثل غيرهم الحق في الحياة، بشر سلبت منهم أرضهم، ليعيش عليها آخرون، ولا يجدون، عند الدفاع عن حقهم السليب، سوى حمم الطائرات.

يظن صانع القرار في تل أبيب أن خنق أهل غزة داخل مدينتهم هو الحل، متناسين أن أهل المدينة يعيشون منذ سنين تحت حصار محكم، ولولا الدور الذي تقوم به مصر في فك الحصار عنهم لتضاعف حجم معاناتهم.

هذه المرة يريد الإسرائيلي حصاراً من نوع جديد، يدمر فيه كل أدوات الحياة والمعيشة داخل المدينة ليخنق أهلها فيها.. والسؤال ماذا ستكون النتيجة؟خنق غزة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصلابة في مواجهة المحتل، بل وإذا كانت إسرائيل تعاني الآن ممافعلته بها المقاومة على مدار الأيام الماضية، فمعاناتها القادمة سوف تكون أضعافاً مضاعفة، وسوف تدفع أثماناً باهظة لما تفعله، لأنه في اللحظة التي سوف يفلت فيها المخنوق من بين أصابعك سوف تكون أنت بين أصابعه.

إحساس طرف من الأطراف بأنه قادر على حصار غيره وفرض ما يريد عليه لا يعدو أن يكون وهماً آخر من أوهام الشعور بـ"فائض القوة". لقد عاشت إسرائيل هذا الوهم بعد يونيو 1967، حين حاصرت الأرض التي احتلتها بالسواتر الترابية والأبراج العالية، وظنت أن حصونها التي تحصنت بها مانعة المصريين من أن يستردوا أرضهم السليبة ويعيدونها إلى حضن الوطن.

كل من عاصر السنوات الست الفاصلة ما بين 1967 و1973 يتذكر الحالة التي عاشها المصريون، وكيف كانت حياتهم شبه متوقفة، وتفكيرهم كله منصرف إلى مسألة واحدة، هي الإعداد للمعركة، نسي الناس كل شىء إلا الأرض السليبة، لم تفلح الضغوط التي مورست عليهم من عدوهم، ولا محاولات تحطيم روجهم المعنوية، لم تهزهم الأكاذيب التي كان يروج لها الإسرائيليون حول قدرة المصريين على تحرير أرضهم.

الاسرائيليون هم الذين صدقوا الكذبة التي كذبوها على أنفسهم، لذلك كانت مفاجأتهم كبيرة حين وجدوا المصريين يقفون فوق رؤوسهم في سيناء، بعد أن أفلحوا في كسر الحصار وعبور القناة وتدمير الساتر الترابي الذي اختبأوا وراءه.

كل محاولات الحصار والخنق الذي تقوم به إسرائيل لن تجدي مع الصمود الغزاوي شيئاً، وسيجني المحتل المزيد من الخسائر، ولن يكون أمام صانع القرار في تل أبيب سوى السير في الطريق الذي ساروا فيه بعد نصر أكتوبر 1973، بمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النصر للصامدين النصر للصامدين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon