توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيت المال.. وبيت المحسنين

  مصر اليوم -

بيت المال وبيت المحسنين

بقلم - محمود خليل

 

خضع "عاشور الناجي"، الرجل الذي سكن الإيمان قلبه لاختبار عسير، حين تواجه مع "محمود قطائف" شيخ الحارة -ممثل الحكومة- حول وثائق ملكيته لدار "البنان" التي استولى عليها وعلى ما فيها من مال، بإبعاز من زوجته "فلة" الطامعة في نعيم الدنيا، وبرر لنفسه الأمر بأن المال مال الله، وأنه ينفقه على الفقراء، وبنى به زاوية وسبيلاً وحوضاً للبهائم.

مَن هي الحكومة؟ ومَن هم ممثلوها؟ لم تكن الحكومة سوى مجموعة من الأفراد المنتمين إلى عالم السلطة، والمستقرين في مواقع تجعلهم مسئولين عن "الظبط والربط"، لكنهم في النهاية جزء من الشعب، يتصارعون مع البشر العاديين -من خارج السلطة- ويتصارع البشر العاديون معهم.

وموضوع الصراع -في الأغلب- هو المال. في هذا السياق نشب الصراع بين "عاشور الناجي" الذي يبرر وضع يده على مال الغير بغطاء ديني (المال مال الله والانفاق) وأنه جعل بيت البنان بيتا للمحسنين، ومحمود قطائف الذي يرى أن المال مال الحكومة (بيت المال)، مع ملاحظة عدم وجود فارق بين الجيب العام والجيب الخاص.قاد "محمود قطائف" اللجنة التي بدأت تفحص الأملاك التي سُرقت والثروات التي نُهبت من الحارة على يد من استغلوا الفوضى التي نتجت عن الشوطة، وهي اللجنة التي انضم إليها عاشور الناجي، بحكم أنه الوحيد الذي أفلت من الموت في الشوطة، ولديه معلومات عن أهل الحارة.

أمام عيني عاشور مد أعضاء اللجنة أيديهم وعبوا واستولوا على كل ما وجدوه من مال وتحف ومقتينات، وكل ما هو ثمين داخل الدور، وكان "محمود قطائف" أسرعهم وأكثرهم نهباً. لم يذهب شىء إلى بيت المال، وكل ما حدث أن اللجنة رفعت تقريراً إلى السلطة بأن الدور خالية من أي ثمين، وأن أولاد الحرام نهبوا كل شىء ذي قيمة بداخلها!

نظرات "عاشور" إلى أعضاء اللجنة وهم ينهبون كانت تثير قلقهم، لكنهم كانوا يعلمون أن عينه مكسورة أمامهم، بعد أن رسخ في يقين "محمود قطائف" أن صاحب النجاة استولى على بيت "البنان" وما فيه من مال، ورغم ذلك قرر الإيقاع به، فذهب إليه ذات يوم، وأخبره أن أعمال اللجنة قد انتهت على خير، ولم يتبق غير أمر واحد، هو حجة ملكية "الناجي" للبيت المخملي الذي يسكن فيه. واجه "عاشور" الأمر بغلظة توقعها "قطائف" الذي يعلم أن "سيد الحارة" سطا على "البنان"، كما سطا أعضاء اللجنة على البيوت، لكن ثمة فارق بين الطرفين، فقطائف وأعضاء اللجنة محميون بالحكومة، أما "عاشور" فكل أهل الحارة يحبونه لإحسانه إليهم، لكنهم عاجزون عن حمايته.

تواجه "عاشور" و"قطائف" في مناقشة حامية حول المال العام -الذي لا يوجد صاحب له- وهل هو من حق الحكومة أم من حق الناس، تبنى "قطائف" نظرية أن المال مال الحكومة، ولابد أن يوضع في بيت المال، فرد عليه "عاشور" بأن المال مال الله، وأن الحكومة لا تنفق شيئاً على الناس، أما المحسنون الطيبون فينفقون، وبالتالي إذا وقع المال تحت أيديهم، فسوف يستفيد الناس أكثر.

انتهت المواجهة بالقبض على عاشور بعدما عجز عن تقديم ما يثبت ملكيته لبيت البنان، وحوكم بالقوانين التي وضعتها السلطة التي تحرم أن تمتد يد -غير بد قطائف وأعضاء اللجنة- إلى المال العام لتكنزه لنفسها.

فكر "عاشور" كثيراً وهو في سجنه في أمر أعضاء اللجنة ورئيسهم "قطائف"، وخلص إلى أنهم مجموعة من الأوغاد الصغار، يقودهم وغد كبير هو "قطائف".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت المال وبيت المحسنين بيت المال وبيت المحسنين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon