توقيت القاهرة المحلي 04:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة «المختار»

  مصر اليوم -

رحلة «المختار»

بقلم - د. محمود خليل

ظهرت شخصية المختار بن أبى عبيد الله على مسرح الأحداث، بعد استشهاد الخليفة على بن أبى طالب، ومبايعة مؤيديه ابنه «الحسن» خليفةً مكانه. ففى اللحظة التى كان «الحسن» يعد فيها العدة لمواصلة الحرب ضد «معاوية» ومَن تحلّق حوله فى الشام، جاء المختار بن أبى عبيد لعمه سعد بن مسعود وسأله: هل لك فى الشرف والغنى، قال ماذا؟ قال تأخذ الحسن بن على فتقيّده، وتبعثه إلى «معاوية»، فقال له عمه: قبّحكم الله وقبّح ما جئت به، أغدر بابن بنت رسول الله؟. ذلك ما يحكيه «ابن كثير فى البداية والنهاية».

بعد هذه الواقعة جرى فى نهر الأحداث ماء كثير، فتنازل «الحسن» عن الخلافة لـ«معاوية»، ثم توفاه الله، حين دُسّ له السم فى الطعام، ومن بعده مات «معاوية» وآلت الخلافة إلى ولده «يزيد»، والسيف على رقاب العباد، وانتفض «الحسين بن على» ضده، وكان ما كان من استشهاده، رضى الله عنه، فى «كربلاء». ومنذ تلك اللحظة نبتت فكرة «الثأر» لأهل البيت. ومن الغريب أن من أوائل من تبنوها «المختار بن أبى عبيد الله»، وشاركه فى ذلك «سليمان بن صرد»، وآخرون، وشكلوا فيما بينهم تياراً أطلقوا على أنفسهم «التوابين».

كان من الطبيعى أن يظهر بين المسلمين مَن يبحث عن التوبة عن خذلان الحسين الذى تُرك ليموت وحده فى كربلاء، ومن يطارد قاتليه ويبحث عن الثأر لدمائه من بنى أمية وحكام بنى أميه. وقد عبّر سليمان بن صرد عن هذا الموقف بقوله: «إنا كنا نمد أعناقنا إلى قدوم آل بيت نبينا، صلى الله عليه وسلم، نمنّيهم النصر ونحثهم على القدوم، فلما قدموا ونينا وعجزنا، حتى قتل فينا ولد نبينا وسلالته وعصارته وبضعة من لحمه ودمه».

تشكل تيار التوابين عام 61 هجرية، وفكر سليمان بن صرد -أحد أقطابه- فى التحرك ضد حكام بنى أمية، بعد وفاة «يزيد»، لكنه رأى أنه من الأفضل أن يعد للأمر عدته، ويجمع المزيد من الأتباع، قبل مباغتة الوالى الأموى على الكوفة، وحين أتم استعداده فعلها، وأطاح بوالى الكوفة، وبايع عبدالله بن الزبير خليفة. وفى نفس التوقيت جاء المختار بن أبى عبيد الله إلى الكوفة، وزعم أنه عائد للتو من عند محمد بن الحنفية، ودعا الناس إلى التجمع تحت رايته، بحثاً عن ثأر الحسين، لكن كثيرين لم يستجيبوا له، بسبب ما يعلمونه عن موقفه السابق، حين اقترح على عمه القبض على «الحسن» وتسليمه إلى معاوية، وبسبب خذلانه لمسلم بن عقيل وعدم التحرك لنجدته، حين أرسله «الحسين» إلى الكوفة ليستطلع له أمر الناس قبل أن يتحرك إلى العراق، وقد دفعه ذلك إلى الذهاب نحو مكة والتفاوض مع عبدالله بن الزبير، وعرض مبايعته نظير منحه فرصة الثأر للحسين، وأخذ يردد: «إننى أطالب بدم الشهيد المظلوم، سيد المسلمين، وابن بنت سيد المرسلين، وابن سيدها، الحسين بن على، فوربك لأقتلن بقتله عدة من قتل على دم يحيى بن زكرياء».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة «المختار» رحلة «المختار»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon