توقيت القاهرة المحلي 12:36:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر «الأقصى»

  مصر اليوم -

سر «الأقصى»

بقلم - د. محمود خليل

للمسجد الأقصى سر خاص في تاريخ الإسلام، وهو سر يجد تفسيره في النظر إليه كوجهة من الوجهات المقدسة التي تهفو إليها قلوب المسلمين من ناحية، وظهوره كإطار مكاني لمعجزات مدهشة علقت بالذاكرة الإسلامية من ناحية أخرى.

الأماكن مثل البشر لها أقدار، وكذلك كان قدر "الأقصى" دائماً، فقدره أن يكون باستمرار في بؤرة اهتمام، وما أكثر الأحداث الجسام التي واجهها فجعلته في صدارة المشاهد، وما أكثر ما ضجت الحناجر بالهتاف له، كذلك ما أكثر الجدل الذي يثار حول ما يرتبط بهذه البقعة المباركة من معجزات، أخلدها معجزة الإسراء والمعراج، ولا يخفى عليك ما ينشأ من خلافات في فهم هذه الواقعة ما بين الناس حتى اللحظة.

"الأقصى" ليس مجرد بقعة مباركة من أرض الله، لكنه قبل هذا مكانة، ورمزية، وهو بقعة ومكانة ورمزية لم يدرك المسلمون أهميته، إلا بعد أن فقدوا السيطرة عليه، واجتهد المحتل في إغلاقه في وجوه المحيطين به من أبناء فلسطين، وأصبح يواجه تهديداً مباشراً من جانب من يريدون النيل منه.

ذلك المسجد الذي شكّل في تواريخ سابقة منافساً للمسجد الحرام، ورغم النصوص الثابتة والأحداث المعروفة التي اقترنت بهذه البقعة المباركة، وحاولت التأكيد على هيمنة المسجد الحرام على ما سواه، وسيادة مكة على ما عداها من أماكن بما في ذلك بيت المقدس، إلا أن مكانة المدينة المقدسة والمسجد العتيق في نفوس المسلمين ظلت باقية، ربما كان السر في ذلك ما تعرضت له من محن وإحن ومحاولات للسيطرة عليها، خلال موجة الحروب الصليبية مرة، وخلال الاحتلال الإسرائيلي مرة، عقب أن أفلح المسلمون في السيطرة على "الأقصى" في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

واقعتان أساسيتان في القرآن كان للمسجدين "الحرام والأقصى" البطولة المكانية فيهما. تتحدد الواقعة الأولى في واقعة "القبلة"، فقد كانت "بيت المقدس"، حيث يقع المسجد الأقصى" قبلة المسلمين"، قبل أن يشرع لهم التوجه إلى البيت الحرام في الصلاة.

يقول الله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".

أما الواقعة الثانية فتتمثل في "الإسراء والمعراج" التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

يقول الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، فثمة خط خفي ارتبط بواقعة الإسراء والمعراج يصل ما بين المسجدين، وكأنهما ركنين أساسيين يستند إليهما الوجدان الاسلامي.

في كل الأحوال تؤكد كل من واقعتي القبلة والاسراء والمعراج على هيمنة المسجد الحرام على "الأقصى"، لكنها تؤكد من ناحية أخرى على مكانة "الأقصى" في الإسلام، وكذلك رمزيته بالنسبة للمسلمين، وهي رمزية تتحقق أيضاً لدى معتنقي اليهودية والمسيحية، وهو ما جعل هذه البقعة من الأرض من أكثر البقاع التي أريقت فيها دماء. وكأن الدم قدرها المقدور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر «الأقصى» سر «الأقصى»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon