توقيت القاهرة المحلي 04:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الحزن» حتى «التعب»

  مصر اليوم -

«الحزن» حتى «التعب»

بقلم - د. محمود خليل

حكيت لك أن كلمة "الألم" وردت في القرآن الكريم بشكل صريح داخل آية كريمة واحدة من سورة النساء.. تلك التي تقول: «إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون»، لكن تعابير الألم ومؤشراته كانت حاضرة في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، وأبرز تعبيرين أو مؤشرين حاضران على هذا المستوى هما: التعب، والحزن.

فكرة التعب كانت حاضرة بصيغ مختلفة في الآيات القرآنية، فقد تحدثت الآيات عن "الكبد" كقدر من أقدار الإنسان في الحياة: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، وأشارت إلى الشقاء كوعد للحياة على الأرض.

يقول الله تعالى: "فلا يخرنكما من الجنة فتشقى".. ويقول: "قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا".

وثمة مساران حددهما القرآن الكريم للخروج من حالة الشقاء تلك، المسار الأول هو الاستعانة بالله تعالى، سواءاً بالدعاء: "ولم أكن بدعائك رب شقيا"، أو بتأمل آيات القرآن الكريم وتمثل معانيها في الحياة: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"، أما المسار الثاني فيتحقق في الآخرة، وقد كان من الملفت أن الله تعالى وصف الجنة بالدار التي لا يمس الإنسان فيها النصب أو التعب، مقابل وصفه -سبحانه- للحياة بأنها دار الشقاء.. يقول الله تعالى: "الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب".

ظهر "الحزن" أيضاً كمؤشر رئيسي من مؤشرات الألم في عدد من المواضع الأخرى من القرآن الكريم. فالحزن -في القرآن- حالة إنسانية تصيب الفرد حين يتألم على حبيب، أو أمر يحبه وعجز عن إدراكه.

نبي الله "يعقوب" عاش حالة حزن عميق حين فقد ولده "يوسف" بمكيدة من اخوته.

يصف القرآن حاله في الآية الكريمة التي تقول: "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"، وحين لامه أولاده على استسلامه للحزن الذي يسير به نحو الهلاك: "قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين".. رد عليهم "يعقوب" قائلاً: "قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون".

كاد الحزن أيضاً أن يقتل ذلك الرهط من المؤمنين الذين عجزوا عن الخروج للدفاع عن رسالة الإسلام، حين لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون".

ولا سبيل للتخلص مما يخلفه الألم من أحزان في النفس سوى الثقة في الله سبحانه وتعالى والاطمئنان إلى عدله في الحياة، فتذكر أن الله تعالى هو القاهرة فوق عباده، وهو وحده المتحكم في الحياة ومساراتها يؤدي إلى اطمئنان النفس: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، يضاف إلى ذلك الوعي بان الحزن جزء من تركيبة الحياة، وأن الله تعالى يعوض الحزن بأفراح متصلة تعيشها الروح في الآخرة: "وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور".

مهما كان التعب، وأيا كان حجم الحزن، لابد للإنسان أن يصبر على ما يواجهه في الحياة من آلام، ويعلم أن الخلاص بيد الله وحده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحزن» حتى «التعب» «الحزن» حتى «التعب»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon