توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«علقة» الوالي

  مصر اليوم -

«علقة» الوالي

بقلم - د. محمود خليل

عندما يسود الضجر بين الناس، يزداد تململهم من ممارسات القهر الذى يعيشون تحت وطأته، هذا كان حال المصريين خلال الفترة من 1801 وحتى 1805،فى هذا السياق تستطيع أن نفهم الأفعال الغريبة التى كان يأتيها «والى القاهرة» عام 1804، وأزعجت الأهالى أيما إزعاج، ولم يستوعبوا معناها فى حينها.

كانت مصر -أيامها- حبلى بالأحداث، فالأهالى يعيشون حالة غضب واحتقان نتيجة الضغوط التى تمارَس عليهم من جانب الباشا العثمانى «أحمد باشا خورشيد»، والصراع على أشده بين المماليك (الأمراء المصرلية) والعثمانية الذين يقودهم الباشا وقواته من الإنكشارية، وأى صراع بين الطرفين كان يجد صداه لدى الأهالى فى عمليات سلب ونهب ممنهج.. حالة الناس كانت صعبة، وعيونهم متوثبة للانقضاض على الوضع القائم وتغييره، وكان الباشا «خورشيد»، ومن معه من ولاة على المدن والمناطق، يدركون ذلك جيداً، فبدأوا فى التحرك.

بدأت وقائع «التأديب المسبق» للأهالى، حين كان أحد أبناء التجار الكبار جالساً أمام دكان أبيه بسوق الغورية، يمسك كتاب الله بيده، ويقرأ فى آياته الكريمة، حدث ذلك حين كان والى القاهرة يمر على الأسواق، نظر الأخير شزراً إلى الشاب قارئ القرآن، ثم أشار لأعوانه بأن يذهبوا ليحضروه، نفذ الأعوان الأمر، وسحبوا الشاب، وبطحوه على الأرض، وانهالوا عليه ضرباً بالعصى، وسط استغرابه واستغراب الأهالى، لأنه لم يفعل شيئاً، ولا ذنب له، ولا جرماً وقع منه.

أشار الوالى للأعوان بالانسحاب بعد أن أشبعوا الشاب ضرباً، ثم قادهم نحو سوق الأشرفية، وهناك اختار ضحية جديدة، وأمره أتباعه بجره من أمام دكانه وضربه، ففعل الأعوان معه الواجب وزيادة.

تكرار الفعل داخل أكثر من سوق أزعج الأهالى، فحدث بينهم كرشة -على حد تعبير الجبرتى- فأغلقوا دكاكينهم وحوانيتهم، خوفاً من هجمة الإذلال العشوائية التى يقودها والى خورشيد باشا على الأسواق.

ذهب الأهالى الغاضبون إلى بيت الباشا الحاكم واشتكوا له ظلم واليه ورجاله، فأظهر الباشا غضباً شديداً وهو يسمع روايات «العُلَق» التى نزلت على الأهالى دون ذنب أو جريرة، ووعدهم أمام جمع من الجالسين معه بإنزال أشد العقوبات على «الضرّيب» الظالم المفترى.

خرج الأهالى سعداء، وإذا بعدد من الرجال الذين كانوا يجلسون مع الوالى يلحقون بهم، ويقولون لهم: لقد قرر الباشا قتل واليه الذى ضرب الناس.. فهل يرضيكم أن يُقتل الرجل؟ المناسب منكم الشفاعة، انخدع أو خضع الأهالى للعبة، فعادوا أدراجهم إلى بيت الباشا، وتشفعوا فى الوالى الذى كانوا يطالبون بمعاقبته منذ دقائق، فشفع الباشا الطيب -محب الأهالى- عن واليه، وكلف «الأغا» بإحضار المضروبين لتطييب خواطرهم، و«خلصت» على ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«علقة» الوالي «علقة» الوالي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon