توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفساد وتهديد المصالح

  مصر اليوم -

الفساد وتهديد المصالح

بقلم - د. محمود خليل

دخل نبي الله صالح في مواجهة مع أهل ثمود حاول أن يعلمهم من خلالها أن "الإصلاح جوهر العبادة" وأن "محارية الفساد جوهر الوحدانية"، وأراد أن يعطيهم القدوة في ذلك فدخل في تحد مباشر مع رؤوس الحكم ومراكز صناعة القرار داخل "وادي الحجر"، التي تتمثل في التسعة رهط أو عصابة التسعة.

انتمى نبي الله صالح إلى عائلة ذات وزن داخل المجتمع الثمودي، وقبل أن يواجه قومه بتعرية فسادهم ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، كأساس لإصلاح أحوالهم، تمتع بمكانة واضحة فيهم، وهي مكانة كانت تؤهله لتصدر المشهد داخلهم والجلوس على رأس المجموعة التي تحكم (مجموعة التسعة).

يقول الله تعالى: "قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب".ولكي تعرف مستوى نقاء المعدن الإنساني لنبي الله صالح يكفي أن تتأمل موقفه الذي تنازل عن ارتداء شارة القيادة داخل قومه، ورضي بأن يغضب عليه المجموع الذي يعيش وسطه، حين واجههم بحقيقة فسادهم. قليلون من يختارون طريق الإصلاح، حين يخيرون بين الاستجابة للمجموع وفساده، أو تحديه ومواجهته بضرورة الإصلاح.

فالأسهل والأفيد والأربح بمقاييس الدنيا هو الطريق الأول، لكن الثاني هو طريق من يريد أن يربح ربه ونفسه، وهو أيضاً طريق من استقام عقله وفهم أنه لا قيمة في السعي لقيادة أو تصدر المشهد داخل مجموع فاسد مفسد.

عرف النبي النقي طريقه، وفي المواجهة تحركت عصابة التسعة التي تجلس على منصة القرار، وكما هي العادة في كل زمان ومكان اجتهدت في إحراج النبي أمام المجموع من أهل ثمود، بهدف اغتياله معنوياً، فطلبوا منه دليلاً وبرهاناً إعجازياً على أنه رسول من عند الله، وحددوا الدليل في ناقة يخرجها لهم من قلب الجبل، تضع وليداً لها أمام أعينهم بمجرد خروجها من الصخر، وتهبهم لبنها لينتفعوا به.

حقق الله تعالى المعجزة، وخرجت الناقة ووضعت وليداً لها، واتفق نبي الله صالح معهم على أن تشرب من "بئر الحجر" في يوم، ويشربون هم في اليوم التالي.كان مشهد الناقة وهي تسير وخلفها وليدها إلى البئر لتشرب شديد الإثارة بالنسبة لأهل ثمود، كما كان انتفاعهم بما تدره من لين غزير من الأمور التي جعلتهم يتعلقون بهذه المعجزة التي يسرها الله على يد نبيه صالح، وسبّب هذا الوضع حرجاً كبيراً لعصابة التسعة، فقد وجدوا أنفسهم وقد منحوا "صالحاً" فرصة يثبت بها نبوته ليؤمن به الكثير من عوام أهل ثمود، في الوقت الذي أرادوا فيه تعجيزه واغتياله معنوياً أمام المجموع، حين طلبوا منه معجزة الناقة الجيلية.

أمام هذا الموقف اجتمع التسعة لبحث الأمر، بعد أن هالهم زيادة عدد المؤمنين بصالح كل يوم، وقرروا في أنفسهم الدخول في مواجهة حاسمة معه، بعد أن أصبح عاملاً مهدداً لفسادهم وما يرتبط به من منظومة مصالح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفساد وتهديد المصالح الفساد وتهديد المصالح



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon