توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«علي» و«سعيد»

  مصر اليوم -

«علي» و«سعيد»

بقلم - محمود خليل

لا نستطيع أن نقرر السبب فى استبعاد سعيد بن زيد من أهل الشورى الذين حددهم عمر بن الخطاب ليتولى واحد منهم الخلافة من بعده. يقرر «ابن كثير» أن «عمر» وضع الأمر فى ستة، وتحرّج أن يجعلها لواحد من هؤلاء على التعيين، وقال: لا أتحمل أمرهم حيا وميتا، وقال: إن يرد الله بكم خيراً يجمعكم على خير هؤلاء، كما جمعكم على خيركم بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم، ويستطرد «ابن كثير»: ومن تمام ورعه -يقصد عمراً- لم يذكر فى الشورى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فلذلك تركه وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، بل جاء لأنه ابن عمه وخشى أن يراعى فيولى لكونه ابن عمه.

يبدو كلام «ابن كثير» غير مقنع. فالمنافسة كانت محسومة ما بين على وعثمان (بين الستة)، وكلنا يعلم أن رجلاً بحجم عبدالرحمن بن عوف خلع نفسه من الأمر، وقرر أن يتولى حسم المنافسة بين الصحابيين الجليلين.

ومن تحليل الشذرات المتناثرة هنا وهناك فى كتب التاريخ حول سعيد بن زيد نجد إشارات واضحة لانحيازه لعلى بن أبى طالب، فقد كان شديد الحب والتبجيل لعلى، وكان يردد -كما يشير «ابن الأثير»- ما اجتمع أربعة من أصحاب النبى، صلى الله عليه وسلم، لخير يعملونه إلا وعلى أحدهم. الأرجح أنه لو كان سعيد بين أهل الشورى لكان أميل إلى أن تذهب الخلافة لعلى بن أبى طالب.

وقد لعبت الانحيازات دوراً مهماً فى أن ينتهى أمر أهل الشورى إلى اختيار عثمان بن عفان، رضى الله عنه، خليفة للمسلمين.وقد ظهر انحياز سعيد بن زيد لعلى بن أبى طالب خلال الحرب التى وقعت بين على ومعاوية وبعدها.

والحديث عن أن سعيداً كان ممن اعتزلوا الفتنة الكبرى التى وقعت أواخر خلافة عثمان، ثم أيام خلافة على، لا يعنى بحال أن الرجل لم يكن منحازاً لعلى، فقد اعتزلها على مستوى المشاركة القتالية، لكنه كان ميالاً على مستوى المواقف إلى تأييد على، يؤكد ذلك ما يحكيه «ابن كثير» فى «البداية والنهاية» من أن عبدالله بن ظالم المازنى قال: لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة، قال: فأقام خطباء يقعون فى على بن أبى طالب، قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: فغضب فقام وأخذ بيدى وتبعته، فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذى يأمر بلعن رجل من أهل الكوفة وأشهد على التسعة أنهم من أهل الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم؟.لقد كان موقف سعيد بن زيد يحمل نوعاً من الانحياز لعلى بن أبى طالب، وفى أقل تقدير موقفاً محايداً ما بين على وعثمان، ونظرة متساوية إليهما كاثنين من العشرة المبشرين بالجنة، وموقف الانحياز لعلى كان مرفوضاً رفضاً قاطعاً من بنى أمية ومؤيديهم من المؤرخين، وحتى موقف الحياد لم يكن مرضياً بالنسبة لهم، لذلك كان هذا التهميش لتاريخ سعيد بن زيد، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وواحد من أقدم من أسلموا وآمنوا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وجاهدوا معه فى كل المشاهد، وامتد به العمر وتاريخ خدمة الإسلام حتى عصر معاوية بن أبى سفيان.رضى الله عن سعيد بن زيد وأرضاه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«علي» و«سعيد» «علي» و«سعيد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon