توقيت القاهرة المحلي 20:29:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إني متوفيك ورافعك»

  مصر اليوم -

«إني متوفيك ورافعك»

بقلم - د. محمود خليل

الجدل حول المشهد الختامى لرحلة المسيح على الأرض لم يتوقف عند الآية الكريمة التى تقول: «إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلىَّ ومطهرك من الذين كفروا»، بل امتد إلى الآية الكريمة التى تتحدث عن موت المسيح صراحة، وذلك فى قوله تعالى: «وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا».

الآية الثانية تتحدث عن موت المسيح بشكل صريح، وقد أوَّلها المفسرون على أن المقصود بها ميتته بعد النزول الثانى. ففى المعتقد الإسلامى أن المسيح سينزل إلى الأرض بعد ظهور «الدجال» -فى آخر الزمان- وسيقضى عليه ويحكم العالم ويملأ الأرض عدلاً وإيماناً، ثم تكون القيامة.

وبناء على هذه التخريجة أعاد بعض المفسرين النظر فى الآية الأولى التى تتحدث عن الوفاة ثم الرفع إلى الله، وقدموا استخلاصاً عجيباً يذهب إلى أن الآية يجب أن تفهم فى إطار نظرية التقديم والتأخير، فالآية تقول: «إنى متوفيك ورافعك»، فتقدمت الوفاة على الرفع، كأن تقول «فى قلوبهم مرض»، فقد تقدم الخبر على المبتدأ، ويعنى ذلك أن الآية الكريمة تعنى أن الله رفع المسيح إليه، ثم سيتوفاه بعد النزول الثانى إلى الأرض، الذى سيسبق القيامة، وكأن وفاة المسيح عليه السلام تعقبها دائماً قيامة.

ويبدو هذا التفسير أكثر تقدما نحو فهم كلمة «متوفيك» بمعنى الموت وليس النوم، لكن الخلاف على توقيت وقوعه، وهل تم فى الظهور الأول للمسيح على الأرض، أم سيقع عند الظهور الثانى الذى يسبق القيامة؟ ويرجح أغلب المفسرين أن موت المسيح لم يقع فى الظهور الأول، استناداً إلى قوله تعالى: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم» وقوله تعالى «وما قتلوه يقيناً»، وأن بنى إسرائيل رفعوا على الصليب شخصاً آخر، فى الوقت الذى رفع فيه الخالق العظيم المسيح عليه السلام.فى كل الأحوال، المعانى فى الآيات الكريمة واضحة فى الدلالة على أن عملية قتل قد تمت، يتبنى المفسرون أنها وقعت لشبيه المسيح، وليس للمسيح نفسه، واستقروا أخيراً على أن الوفاة فى الآية الكريمة معناها القبض من الدنيا بعد أن استوفى المسيح، عليه السلام، مهمته، وأتم رسالته، ولم يلتفتوا بالطبع إلى أن كلمة «رافعك» تدل بدرجة أكبر على معنى «القبض من الأرض» وليس كلمة «متوفيك».

اللافت أنه قبل ظهور المسيح عليه السلام، كان يظهر بين حين وآخر من يدعى أنه «المسيح»، وتعرض من زعم ذلك لبطش بنى إسرائيل وحكام الرومان.

وفى القرآن الكريم إشارة واضحة إلى أن بنى إسرائيل لم يترددوا فى قتل الأنبياء: «وقتلهم الأنبياء بغير حق»، ويشير بعض المفسرين إلى أن الآية الكريمة تشير إلى قتل نبى الله يحيى (يوحنا المعمدان)، وهو أحد الأنبياء الذين بعثهم الله إلى بنى إسرائيل، ليخرجهم من الضلال إلى الهدى، وكان يقول لهم، كما ورد فى الإنجيل: «أنا أعمدكم بماء للتوبة، ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منِّى الذى لست له أهلاً أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بروح القدس ونار».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إني متوفيك ورافعك» «إني متوفيك ورافعك»



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon