توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبو فاشا» و«شارو»

  مصر اليوم -

«أبو فاشا» و«شارو»

بقلم - د. محمود خليل

"ولما كانت الحلقة الثالثة بعد المائة السابعة.. فرغ الملك شهريار من مشاغل النهار.. ونفض غبار العمل.. وانطلق على عجل.. فدخل كهف الأسرار.. وجلس في الانتظار.. تأخذه أفكار وتجىء به أفكار".. بهذه الكلمات المتدفقة كان ينطلق صوت الفنانة زوزو نبيل ممهداً المستمعين للحلقة الجديدة من مسلسل "ألف ليلة وليلة" أحد المعالم الرمضانية الخالدة التي ارتبطت باسمين باقيين، هما اسم المؤلف طاهر أبوفاشا.. واسم المخرج: محمد محمود شعبان.

"أبو فاشا" كان مدرس لغة عربية أجاد النحت بالكلمات.. وتقديم كتابة خالدة مرتكزة على فصحى رقيقة.. وعامية بليغة.. تقدم في بساطة وعمق أروع الحكم وأبدع سلاسل الحكي الإنساني.. أما محمد محمود شعبان فهو "باب شارو" مقدم البرامج والمخرج الإذاعي الذي ارتبطت باسمه أخلد الأعمال الإذاعية وعلى رأسها مسلسل ألف ليلة وليلة والعديد من الصور الغنائية.

من استمع إلى حكايات ألف ليلة وليلة الإذاعية لا يتوقف فقط أمام إبداع كاتب أو مخرج، تميز كلاهما بالعبقرية وفقط، بل يتوقف أيضاً أمام أداء صوتي وتمثيلي مبهر لكوكبة من أكبر الممثلين في تاريخ السينما المصرية وجدوا سبيلهم إلى أذن المستمع عبر هذا النص المبهر.

استمع إلى صلاح منصور وهو يؤدي دور "سلامة" في قصة: "سلامة والمغاربة" وصوت عبد العزيز خليل في دور "معروف" داخل قصة "معروف الإسكافي"، وعبد المنعم مدبولي في حكابة "علي الزيبق".. يكاد يكون كل نجوم السينما حينذاك قد شاركوا في هذا العمل الإذاعي الكبير، الذي كان له كبير الأثر على أجيال متتالية كان الراديو يمثل مصدر ونسها وثقافتها خلال الستينات والسعبينات. حتى اللحظة لم يزل لحلقات ألف ليلة وليلة أثرها على الأجيال التي استمتعت بها خلال هاتين الحقبتين، ويتواصل الأثر لدى من يحبون الاستماع إلى الحلقات المتوافرة من هذا العمل على مواقع السوشيال ميديا.

ولا يستطيع من عاش طفولته خلال هذه الفترة أن ينسى ولع الكبار بالاستماع إلى الحلقات، وانفعالهم الكبير بها، وغرقهم الكامل في حالة من الخيال التي تختلط فيها الحكمة بصرخات العفاريت بأحداث الحياة وتقلباتها.

لا أستطيع أن أحدد على وجه التحديد السر في تميز هذا العمل وغيره من الأعمال التي قدمتها الإذاعة خلال رمضانات الستينات والسبعينات، أستطيع فقط أن أخمن أنه "الإخلاص".. فهذا الجيل من الفنانين كان مخلصاً بعمق في تجويد ما يقدمه.. المؤلف مخلص في تقديم نص قادر على تحقيق المعادلة الصعبة التي تجمع بين التسلية والتثقيف وتغذية العقل وإمتاع الوجدان.. والمخرج كان يترجم النص الورقي إلى نص مسموع بأعلى درجات الإخلاص أيضاً، كان يعيش النص في البداية بصورة كاملة، يدخل بين سطوره، يجتهد في استخلاص المعاني والغايات التي تحرك كل سطر فيها.. أما الممثلون –كبار وصغار- فكانوا ذائبين في العمل الذي يقومون به.. قدرة فائقة على تقمص الأدوار، والحياة داخل الشخصية التي يقوم بتمثيلها، ومهارة في الأداء الصوتي بصورة تنقل لك المشاعر والمعاني والانفعالات الإنسانية، حتى يسكن المعنى عقلك، والإحساس قلبك، من أقصر الطرق الممكنة.إنه جيل سواه الله من إخلاص.. وسبحان الخالق العظيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبو فاشا» و«شارو» «أبو فاشا» و«شارو»



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon