توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجيل الأقل تدينا

  مصر اليوم -

الجيل الأقل تدينا

بقلم - محمود خليل

 

تصف بعض الدراسات الجيل زد -الشباب في العشرينات- بأنهم الأقل تديناً، إذا قورن منسوب تدينهم، بغيرهم من الأجيال الأكبر سنا.

وأرجو ألا يفهم من هذا الكلام أننا بصدد جيل يمكن أن يوصف بعض أفراده بأنهم "لا دينيين"، بل هو جيل يتسم فقط بمنسوب منخفض من التدين، كما يشير الباحثون في أمر هذا الجيل.وفي تقديري أن الحديث عن منسوب "التدين" يقتضي أولاً الاتفاق على مفهوم محدد الملامح له.

فأي نوع من التدين يتحدث عنه الباحثون وهم يتناولون جيل الشباب؟ هل التدين بمفهومه العباداتي أم المعاملاتي أم الأخلاقي أم بالمفهوم الشامل الذي يضم كل هذه العناصر؟.

وهناك سؤال آخر جدير بالطرح يتعلق بالتفرقة بين الدين كمنظومة عقائدية، والدين كمنظومة مؤسسية لها جهاتها النظامية التي تعبر عنها، ورجالها وعلماؤها الذين يتصدون لتقديم الفكر الديني إلى الجمهور؟

واقع الحال أن جيل الشباب، يتشابه مع كل الأجيال الأكبر منه سناً، ويتشارك معها في انخفاض مستوى الالتزام نتيجة المرحلة العمرية التي يعيش في ظلالها (مرحلة العشرينات).

فالشباب داخل كل المجتمعات وفي كل العصور يتسمون بانخفاض منسوب الالتزام بطقوس الدين وتعاليمه، بحكم ما يميز مرحلتهم العمرية من نزق وإحساس بالقوة في مواجهة الحياة وتحدياتها، وذلك خلافاً للأجيال الأكبر سناً التي دهستها الحياة وأدركت مدى ضعفها، وحاجتها للجوء إلى الله، ناهيك عن أن فكرة الموت تكون حاضرة في ذهن الكبير أكثر من الصغير، مما يؤثر في منسوب التدين لدى كل منهما.

وثمة إشارات عديدة في الفكر الديني الإسلامي إلى هذا المعنى، وذلك في حديث الشيخ العابد والشاب العابد، وأن الله يحب الأول، لكن حبه للثاني أشد، وكذا تجد في سورة "الأحقاف" إشارة إلى نزق الشباب في الآية التي تقول: "والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الاولين" ثم الآية التي تقول: "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي".. إلى آخر الآية الكريمة.

المسألة ليست في انخفاض منسوب تدين جيل الشباب (الجيل زد) لكن في جرأته على المؤسسة الدينية ونظرته إلى المتكلمين في أمر الدين.

فهذا الجيل غذته التكنولوجيا، وأفكار العولمة، وذوبان الحدود الفاصلة بين الثقافات، وبالتالي تفتح عقله على أسئلة واستفسارات لا تملك المؤسسة الدينية التقليدية إجابات عليها، فتراجعت قيمتها في نظره، وفي الوقت نفسه لا يخفي هذا الجيل نظرته السلبية إلى الرموز المعبرة عن المؤسسة الدينية، ظهر ذلك على سبيل المثال في احتجاجات شباب الجيل زد على مقتل "مهسا أميني" في إيران عام 2022.

من أهم ما شهدته احتجاجات إيران الهجوم على المؤسسة الدينية ورموزها، وقيام بعض فتيات الجيل بخلع الحجاب تعبيراً عن الاحتجاج، وتعددت فيديوهات الهجوم على حالة القمع التي تمارسها السلطة تحت ستار الدين، وسيطرت ترندات الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الأحداث على ما عداها، وكانت في أغلبها موجهة ضد المؤسسة الدينية وأفكارها، وليس ضد الدين في حد ذاته، أو بعبارة أكثر دقة، كانت الاحتجاجات في ظاهرها تتعلق بمسألة دينية، لكنها في جوهرها كانت تمثل تعبيراً عن رفض لواقع اقتصادي وسياسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيل الأقل تدينا الجيل الأقل تدينا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon