توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة في قلب الضعف

  مصر اليوم -

القوة في قلب الضعف

بقلم - د. محمود خليل

الاستخفاف بالخصم سمة أساسية من السمات التي تحكم نظرة الإسرائيلي إلى العربي، فهو في نظره لا يخطط ولا يفكر ولا يدبر، ولا يأخذ بأدوات العلم، ولا ينتج على مستوى التكنولوجيا، وبالتالي فمواجهته سهلة، لأنه لا يملك ببساطة أدوات القوة التي تملكها إسرائيل.

معادلات الحرب لا تعرف الحسابات في مواقف معينة الحسابات الصارمة، ليس شرطاً في المواجهة أن يكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، فقد يساوي ثلاثة أو أربعة، فهناك قيم مضافة باستمرار إلى الأدوات، أساسها الإنسان.

الأدوات التي واجهت بها المقاومة إسرائيل داخل غلاف غزة لم تكن الأحدث أو الأكثر تطوراً إذا قورنت بما تملكه إسرائيل، بل إن بعضها كان بدائياً، ورغم ذلك استطاع أن يهز من يملك أدوات الذكاء الاصطناعي، لأنه اعتمد على معادلة بسيطة جداً، تتمثل في أن أي ذكاء مصنوع لابد وأن يظهر على خريطته نقاط غباء، تمكنك -عند استغلالها- من تعطيل الأداة ككل، والحاجة أم الاختراع كما يقولون.

كما أننا لا نستطيع أن نغفل أيضاً دور المعاناة البشرية من الاحتلال في دفع الفلسطيني إلى صناعة الأعاجيب من أجل يجد سبيلاً يواجه به عدوه.

على مدار السنوات الماضية لوحت إسرائيل كثيراً بأنها تملك القوة التي تستطيع أن تسحق بها المقاومة، ومن العجيب أن الكثيرين كانوا يسمعون ذلك ثم يتحدثون عن حل الدولتين، دون أن يدركوا حجم الاستخفاف الذي تتعامل به إسرائيل مع القضية الفلسطينية، بل وحجم الاستخفاف الذي يتعاملون به مع العرب جميعاً.

لم يدرك صانع القرار في تل أبيب أن المزيد من الضغط سوف يؤدي إلى انفجار، وأن المقاومة هي الأداة البديلة لعدم الاستجابة لحل المشكلة حلاً عادلاً يعيد للفلسطينيين جزءاً من حقوقهم.لا يوجد في الحياة قوة مطلقة ولا ضعف مطلق.

ففي قلب القوة يسكن الضعف، وفي قلب الضعف تكمن القوة، والاستخفاف بالخصم يعني ببساطة التعامي عن نقاط القوة التي يملكها، وهو لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، لينتهز الفرضة وينقض على عدوه.

وليس هناك خلاف على أن فترات المعاناة والتعب تدفع بصاحبها، إذا كان يتمتع بروح حرة، إلى أن يفكر ويفتش فيما يملكه من نقاط قوة يستطيع أن يعظمها ويجعلها أداة في مواجهة عدوه.

في السبعينات -أيام الحرب مع إسرائيل- كنا ندرس في كتب القراءة درساً عنوانه "عين القمر"، وكان الهدف منه نفي فكرة "القوة المطلقة أو الضعف المطلقة" في وجدان الأطفال.

يقدم الدرس معالجة بسيطة لإحدى قصص "كليلة ودمنة"، تشرح حال مجموعة من الأرانب الذين فرض عليهم الأسد "ملك الغابة" إرسال واحد منهم كل يوم ليكون طعاماً لغذائه، انصاعت الأرانب واستجابت لرغبات جبار الغابة حتى كادت أن تنقرض.

هنالك ظهرت "الأرنبة فيروز" التي تمكنت من إهلاك قاتل بني جلدتها لتخلصهم منه، مستخدمة في ذلك إرادتها التي حولت ضعفها إلى قوة.

الإحساس بالقوة المطلقة أول خطوة على طريق الهلاك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة في قلب الضعف القوة في قلب الضعف



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon