توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوة في قلب الضعف

  مصر اليوم -

القوة في قلب الضعف

بقلم - د. محمود خليل

الاستخفاف بالخصم سمة أساسية من السمات التي تحكم نظرة الإسرائيلي إلى العربي، فهو في نظره لا يخطط ولا يفكر ولا يدبر، ولا يأخذ بأدوات العلم، ولا ينتج على مستوى التكنولوجيا، وبالتالي فمواجهته سهلة، لأنه لا يملك ببساطة أدوات القوة التي تملكها إسرائيل.

معادلات الحرب لا تعرف الحسابات في مواقف معينة الحسابات الصارمة، ليس شرطاً في المواجهة أن يكون واحد زائد واحد يساوي اثنين، فقد يساوي ثلاثة أو أربعة، فهناك قيم مضافة باستمرار إلى الأدوات، أساسها الإنسان.

الأدوات التي واجهت بها المقاومة إسرائيل داخل غلاف غزة لم تكن الأحدث أو الأكثر تطوراً إذا قورنت بما تملكه إسرائيل، بل إن بعضها كان بدائياً، ورغم ذلك استطاع أن يهز من يملك أدوات الذكاء الاصطناعي، لأنه اعتمد على معادلة بسيطة جداً، تتمثل في أن أي ذكاء مصنوع لابد وأن يظهر على خريطته نقاط غباء، تمكنك -عند استغلالها- من تعطيل الأداة ككل، والحاجة أم الاختراع كما يقولون.

كما أننا لا نستطيع أن نغفل أيضاً دور المعاناة البشرية من الاحتلال في دفع الفلسطيني إلى صناعة الأعاجيب من أجل يجد سبيلاً يواجه به عدوه.

على مدار السنوات الماضية لوحت إسرائيل كثيراً بأنها تملك القوة التي تستطيع أن تسحق بها المقاومة، ومن العجيب أن الكثيرين كانوا يسمعون ذلك ثم يتحدثون عن حل الدولتين، دون أن يدركوا حجم الاستخفاف الذي تتعامل به إسرائيل مع القضية الفلسطينية، بل وحجم الاستخفاف الذي يتعاملون به مع العرب جميعاً.

لم يدرك صانع القرار في تل أبيب أن المزيد من الضغط سوف يؤدي إلى انفجار، وأن المقاومة هي الأداة البديلة لعدم الاستجابة لحل المشكلة حلاً عادلاً يعيد للفلسطينيين جزءاً من حقوقهم.لا يوجد في الحياة قوة مطلقة ولا ضعف مطلق.

ففي قلب القوة يسكن الضعف، وفي قلب الضعف تكمن القوة، والاستخفاف بالخصم يعني ببساطة التعامي عن نقاط القوة التي يملكها، وهو لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، لينتهز الفرضة وينقض على عدوه.

وليس هناك خلاف على أن فترات المعاناة والتعب تدفع بصاحبها، إذا كان يتمتع بروح حرة، إلى أن يفكر ويفتش فيما يملكه من نقاط قوة يستطيع أن يعظمها ويجعلها أداة في مواجهة عدوه.

في السبعينات -أيام الحرب مع إسرائيل- كنا ندرس في كتب القراءة درساً عنوانه "عين القمر"، وكان الهدف منه نفي فكرة "القوة المطلقة أو الضعف المطلقة" في وجدان الأطفال.

يقدم الدرس معالجة بسيطة لإحدى قصص "كليلة ودمنة"، تشرح حال مجموعة من الأرانب الذين فرض عليهم الأسد "ملك الغابة" إرسال واحد منهم كل يوم ليكون طعاماً لغذائه، انصاعت الأرانب واستجابت لرغبات جبار الغابة حتى كادت أن تنقرض.

هنالك ظهرت "الأرنبة فيروز" التي تمكنت من إهلاك قاتل بني جلدتها لتخلصهم منه، مستخدمة في ذلك إرادتها التي حولت ضعفها إلى قوة.

الإحساس بالقوة المطلقة أول خطوة على طريق الهلاك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة في قلب الضعف القوة في قلب الضعف



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon