توقيت القاهرة المحلي 09:13:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في سماء الروحانيات

  مصر اليوم -

في سماء الروحانيات

بقلم - محمود خليل

رغم صوته الآسر وموهبته الربانية الفريدة لم يكن من السهل على الشيخ محمد رفعت أن يجد له مكاناً بين الأصوات العذبة والحناجر الذهبية التي تجمعت في زمانه. ذلك الزمان الذي كان صاحب كل صوت جميل فيه يملك لقب شيخ، سواء كان هذا الصوت يغني للحب والغرام، أو يبتهل إلى الله وينشد المديح في حب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، أو يقرأ القرآن الكريم.

أوائل القرن العشرين كانت الحياة في مصر تحتشد بالعديد من الأصوات النادرة التي تغني أو تنشد أو تتلو القرآن أوتقوم بالإبداعات الثلاث معا.

الشيخ عبد الرحيم المسلوب لم يزل على قيد الحياة، وتراث محمد عثمان الذي توفي عام 1900 يبث الشيخ المنيلاوي وعبد الحي حلمي الحياة فيه من جديد، ثم ظهر الشيخ سلامة حجازي -كما يحكي كمال النجمي في كتابه "تراث الغناء العربي"، وكان مؤذناً في شبابه الأول، فلما احترف الغناء أحدث فيه ما يشبه الانقلاب، فلم يكتف بالغناء في الأفراح والحفلات الخاصة، بل أنشأ مسرحاً غنائياً ونقل الغناء من القصور والسرادقات إلى المسارح، ثم ظهر العبقري "سيد درويش" نهاية عصر الشيخ سلامة حجازي، بموهبته العريضة وعبقريته في التجديد، وإلى جوار هذه الأسماء ظهرت أسماء عديدة أخرى أبدعت في الموسيقى والغناء، مثل الشيخ أبو العلا محمد، واسماعيل سكر، وداود حسني، وكامل الخلعي، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد القصبجي، وغيرهم.

وفي عالم تلاوة القرآن الكريم كان هناك العديد من الأصوات المتميزة التي تشكل مدارس فريدة في هذا المجال، على رأسهم بالطبع الشيخ "علي محمود" الذي كان الناس يتجمعون بالآلاف ليستمعوا إليه وهو يؤذن في مسجد الإمام الحسين، والشيخ "محمود البربري" والشيخ "أحمد ندا"، والشيخ "منصور بدار"، والشيخ "محمد الصيفي"، وغيرهم من قراء رصدهم بقلمه الرشيق الراحل "محمود السعدني" في كتابه "ألحان السماء".

لم يكن لشاب يبدأ رحلته في عالم تلاوة القرآن الكريم -مثل الشيخ محمد رفعت- أن يجد لنفسه موضعاً لقدمه، داخل خميلة الأصوات تلك، بسهولة، لكن موهبة الشيخ كانت "ربانية" كما وصفتها لك، وعندما انطلق صوته بآيات الذكر الحكيم، توقف الجميع أمام الحنجرة الذهبية العجيبة، وذلك الأداء الرفيع الراقي في التلاوة.

أخذ الصوت النابع من جنة الخلد يرتل ويجود ويخترق قلوب المستمعين في العديد من أحياء القاهرة، وتنقل خلال رحلة السعي على الرزق، إلى عدد من المحافظات. وكل من استمع له صار أسيراً لتلاوته العذبة الوقورة، وأخذ يلهث وراءه من مسجد إلى مسجد، ومن سرادق إلى سرادق، كي يشفي نفسه وقلبه، ويغسل أحاسيسه الإيمانية، بالاستماع إلى صوت الشجن.

كان عمره على وجه التقريب 15 عاماً حين ذاع صيته كمقرىء رسمي للقرآن، وسعى مشايخه الذين حفّظوه القرآن وعلموه أحكام التلاوة وأصول التجويد لتعيينه قارئاً للسورة بمسجد مصطفى فاضل باشا (شقيق الخديوي اسماعيل ونجل ابراهيم باشا بن محمد علي) ويقول "أحمد البلك" في كتابه "أشهر من قرأ القرآن في العصر الحديث" أن الشيخ العظيم ظل قارئاً للسورة بمسجد فاضل باشا من سنة 1918 وحتى عام 1943. ليأذن الله أن يحتضن هذا المسجد أكبر موهبة قرآنية عرفها التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في سماء الروحانيات في سماء الروحانيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon