توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرن «الأديان»

  مصر اليوم -

قرن «الأديان»

بقلم - د. محمود خليل

منذ منتصف القرن العشرين بدأت فكرة الحروب التي ترفع شعارات دينية في التبلور والاستواء، وارتفعت راياتها في حرب زرع إسرائيل داخل منطقة الشرق الأوسط، وظهر الدين كمحرك بارز من محركات الصراعات بين الدول، إلى حد دفع "أندريه مارلو"، وزير الثقافة الفرنسى الأسبق، إلى توقع أن يكون القرن الحادي والعشرين "قرن الأديان بامتياز".

والملفت أنه طرح هذه الفكرة منتصف القرن العشرين، لكن الأكثر لفتا للنظر أن الاحداث التي شهدها العالم مع بدايات القرن الحادي والعشرين، حملت تأكيداً وترجمة عملية للرؤية التي طرحها "مارلو".

فمع بزوغ شمس العقد الأخير من القرن العشرين، انتهت الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وسيطر على العالم قوة وحيدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ بعض المفكرين الغربيين يطرحون فكرة "العدو الجديد"، وتحدد من وجهة نظر بعضهم في العدو الديني، في سياق فكرة تتحدث عما أطلق عليه "صراع الحضارات".

وقد فوجىء العالم أوائل القرن، وتحديداً عام 2001 بأحداث 11 سبتمبر وتدمير برجي التجارة العالميين بنيوروك.

وكل من عاصر هذه الفترة يتذكر أن الخصمين الأساسيين اللذين "بروزهما" الإعلام في الصراع، وهما جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأسامة بن لادن أمير تنظيم القاعدة، كانا يصنفان العالم على أساس ديني واضح.

فبوش جاء بتصنيفة "محور الخير ومحور الشر"، وبن لادن تحدث عن "فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر".

تردد على لسان "بوش الابن" عدة عبارات دينية وهو يتحدث عن الحرب على الإرهاب، سواء عند غزو أفغانستان، أو غزو العراق عام 2003، منها وصف "الحرب المقدسة"، وفي المقابل أغرق خطاب القاعدة العالم بالعديد من العبارات الدينية المضادة.

وفي الحالتين كان البحث عن الاصطفاف هو الهدف، والتأكيد على مبدأ "من ليس معي فهو ضدي".

والمصطف يعمل مع الله، وغير المصطف يرقص مع الشيطان. لقد تدثر الغرب بالدين في كل الصراعات التي خاضها في الشرق منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وربما فسر لك ذلك الشعبية التي حظت بها العديد من الفصائل الدينية والأنظمة السياسية التي كانت تشيطن الغرب -من منظور ديني- في الأوساط الشعبية العربية.

وقد يفسر لك أيضاً الشعارات الدينية التي يرفعها المتظاهرون بدول العالمين العربي والإسلامي في مواجهة عدوان الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على الفلسطينيين حالياً.

ترددت الشعارات الدينية خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006، ومن قبله في أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية (عام 2000)، والعدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008 وحتى عدوان 2021.

وكان من الطبيعي أن يكون الطرف المقاوم في كل المواجهات هو الأكثر تشبثاً بالدين، والأميل إلى الاحتماء به في مواجهة آلة القتل الشرسة.

وفي هذا الإطار يمكننا فهم الأسماء التي اتخذتها فعاليات المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال على مدار السنوات الماضية، مثل: "زلزلة الحصون- حرب الفرقان- حجارة السجيل- العصف المأكول".

ومع انتهاء العقد الثاني من القرن العشرين بات الدين الغطاء الأهم في الصراع العربي الإسرائيلي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرن «الأديان» قرن «الأديان»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon